recent
موضوعات

أسرار الكشف الأثرى فى سقارة

 

سقارة 

هذا الإسم تخليد لذكرى الإله الجنائزى سوكر وسقارة نسبة إلى المعبود " سكر " الذى يسكن تحت الأرض وأصبح راعيًا لمن يسكنون تحتها في منطقته وهم الموتى في مدافن سقارة ،وتقع سقارة على حافة الصحراء الغربية على بعد حوالى 25 كيلومتر جنوبي هضبة الجيزة وتنقسم إلى سقارة الشمالية وسقارة الجنوبية وتمتد بطول الصحراء عدة كيلومترات فى مواجهة منف وتُعد من أغنى المناطق الأثرية سواء ماتم اكتشافه أو مازال مطمورًا تحت الرمال . 

  

وتذكر قصص التاريخ العربية أنّ سقارة اسم قبيلة بدوية عاشت بتلك القرية فى العصور الوسطى ،وكانت فى الأزمنة القديمة عبارة عن جبانة شاسعة يبلغ طولها حوالى أربعة ونصف من الأميال ، وقد صار سهل المومياوات حافظًا لشعائر العصور القديمة ومزارًا عظيمًا للسياح القادمين لزيارة مصر ، وتُعد سقارة موسوعة لعلم الآثار المصرية وللتاريخ وللفن المصرى القديم ، حيث توجد المقابر الملكية الخاصة بالأسرة الأولى ، وهرم زوسر ،والأهرامات الملكية للأسرتين الخامسة والسادسة المزينة بالنقوش الجنائزية القديمة.

وتحيط بها المصاطب الرائعة التي تضم رفات النبلاء ، وتضم سقارة آثار الدولة القديمة وبها ما يُمثل كل عصر من العصور القديمة ، من أهرامات الدولة الوسطى ، وهياكل الدولة الحديثة التي تنتشر نقوشها البارزة بين المتاحف العالمية ، ومدافن الأرستقراط فى الحقبة المتأخرة  مخبأة على مسافة عميقة فى قاع حفر ضخمة ، كما يوجد بها السرابيوم ، ودير القديس ارميا القبطى " .

الإكتشاف الجديد بسقارة : 

تم الكشف عن تسعة وخمسون " 59 " تابوتا خشبيا مغلقا داخل آبار للدفن بمنطقة آثار سقارة ، والعثور على ثمانية وعشرون تمثالا لإله جبانة سقارة " بتاح سوكر" ، وعدد كبير من التمائم ، وتماثيل الأوشابتى ، والكثير من القطع الأثرية واللقى بجبانة سقارة الأثرية ، وقد أعلن الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار عن هذا الكشف الأثرى الجديد بسقارة الذى قامت به البعثة الأثرية المصرية برئاسة الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار .

حيث تم الكشف عن ثلاثة آبار للدفن على  أعماق مختلفة تتراوح مابين 10 – 12 متر بداخلهم عدد 59 تابوت من الخشب الملون وهم بحالة جيدة موضوعة فوق بعضها البعض  ، وقد أشار الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار أنّ هذا اليوم يُعد يومًا عظيمًا ومهمًا فى حياة المجلس الأعلى للآثار حيث يبرز تفرد وعظمة مصر فى تنوعها الأثرى والسياحى الذى لا تمتلكه الكثير من دول العالم ، حيث شارك ما يقرب من ستون سفيرًا وأُسرهم من ثلاثة وأربعون دولة صديقة لمصر اليوم فى الإعلان عن هذا الكشف الأثرى العظيم ، وهو ما يعكس دعمهم الكامل للسياحة والآثار المصرية .


وقد وأضح الدكتور خالد العنانى أنه تم الكشف عن ثلاثة آبار فى بداية الحفائر الأثرية بها ثلاثة عشر تابوتًا ، ومع استمرار العمل والتنقيب تم الكشف عن أربعة عشر تابوتًا أخرين ، ليصل اجمالى عدد التوابيت المكتشفة  إلى تسعة وخمسون تابوت ، وقد أوضح أن العمل مستمر والكشف لم ينتهى بعد ، حيث تم العثور على طبقات من التوابيت سوف يتم الإعلان عنها لاحقًا .

 

كما بين الوزير خالد العنانى أنّ هذه التوابيت التي تم الكشف عنها هي بحالة جيدة من الحفظ وما زالت مختفظة بألوانها الأصلية مشيرًا إلى أن ّ الدراسات المبدأية عليها توضح أنها ترجع إلى عصر الأسرة السادسة والعشرون ، وأنها تخص مجموعة من الكهنة،  وكبار رجال الدولة  فى العصور المصرية القديمة  .

 

وقد أعلن وزير السياحة والآثار أنّ هذه التوابيت سوف يتم نقلها إلى المتحف المصرى وذلك لعرضها فى القاعة المقابلة للقاعة المخصصة لعرض خبيئة العساسيف والتي تم العثور عليها فى سنة 2019 من قبل البعثة الأثرية المصرية بالأقصر ، حيث تم الكشف عن اثنين وثلاثين تابوتًا مغلقًا لكهنة  وكاهنات من الأسرة الثانية والعشرين ، كما أشار الوزير أنّ هذا الكشف قد تضمن أيضًا العشرات من التماثيل بالإضافة إلى التوابيت ، منها تمثال من البرونز " نفرتوم "  الذى يمثل زهرة اللوتس،  والذى يُعد من أروع وأجمل القطع الأثرية .

 

حيث سبق وأن تمت الكثير من الإكتشافات الأثرية بهذه المنطقة ، كما تم افتتاح هرم زوسر أول بناء حجرى فى التاريخ فى مارس الماضى بهذه المنطقة بعد ترميمه الذى بدأ فى سنة 2006م ، وتوقف فى سنة 2011 ، واستكمل العمل بتمويل مصري بتكلفة 150 مليون جنيه من أجل الحفاظ على الآثار والتراث المصرى ، وقد بدت السعادة الواضحةعلى الوزير عن لنجاح البعثة الأثرية المصرية فى هذا الكشف الأثرى المهم فى جبانة سقارة والتي تُعد من المناطق الأثرية المشهورة والمسجلة على قائمة التراث العالمى .

وقد أشار الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أنّ العمل تم على عدة مراحل حيث بدأت البعثة المصرية الحفائر فى شهر أغسطس الماضى ، وقد عثرت على ثلاثة عشر تابوتًا ، ومع استمرار أعمال الحفر والتنقيب عثر الأثريون على  أربعة عشر تابوتًا أخرين حتى وصل العدد إلى تسعة وخمسون تابوت ، بالإضافة إلى العثور على ثمانية وعشرون تمثال من الخشب للإله بتاح سوكر وهو الإله الرئيس لجبانة سقارة .

كما تم العثور على عدد كبير من تماثيل الأوشابتى والتمائم ، وتمثال من البرونز للإله نفرتوم  مطعم بالأحجار الكريمة " العقيق الأحمر، والتركواز ، واللازورد " ويبلغ طول التمثال خمسة وثلاثون سنتيميتر مكتوب على قاعدته اسم صاحبه وهو الكاهن " بادى – آمون " ، كما تم العثور على عدد كبير من التمائم والتماثيل الأوشابتى وهى مصنوعة من الفيانس .

 

كما تحدث الدكتور زاهى حواس عالم الآثار المصرية وقد عبر عن سعادته البالغة أثناء فتح التابوت بصفتها لحظة عظيمة لاتنسى ، ولها شعور خاص لا يشعر به إلا الأثرى وهو ما يراه فى عيون شباب الأثريين المصريين المشاركين فى هذا الإكتشاف العظيم ، وقدم الشكر والتقدير للبعثة الأثرية المصرية برئاسة الدكتور مصطفى وزيرى على هذا المجهود الرائع الذى كان من نتيجته هذه الإكتشافات الأثرية العظيمة .

 

واوضح الدكتور حواس أنّ هذه الإكتشافات الأثرية ظهرت فى منطقة تسمى " أبواب القطط " وهى منطقة ثرية بها مقبرة السفير الذى قام بتوقيع معاهدة رمسيس الثانى مع الحيثيين ومقبرة " مايا " مرضعة الملك توت عنخ آمون ومقبرة رئيس الوزراء فى عهد الملك أمنحوتب الثالث لافتًا أنه بجانب هذه المقابر تم اكتشاف مقبرة " واحتى " ، وأكد الدكتور زاهى حواس أنّ هذا الكشف سوف يوضع فى المتحف المصرى الكبير ويكون من كنوزه .

 

وأثناء الإعلان عن الكشف الأثرى تم فتح أحد التوابيت حيث عثر بداخله على مومياء ومازالت أرض مصر لم تبوح بكل ما فيها من أسرار ربما يُكشف عنها فى المستقبل القريب ، وما زالت مصر وآثارها محط أنظار العالم  لما تمثله من قيمة حضارية وتاريخية .

author-img
نشأت للمعلومات التاريخية والأثرية

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent