recent
موضوعات

أثر البيئة والفكر الإسلامى على العمارة الإسلامية فى مصر

تأثير البيئة والفكر الإسلامى على العمارة الاسلامية في مصر:

إنّ دراسة المجتمع ، والبيئة ، والإتصال الثقافي ، والحضاري ، تساعدنا كثيرًا على تفسير المناخ الذي نشأت فيه المفاهيم الحضارية في فروعها كافة ، ولا يمكن أن تفهم دون أن تدرس قوتّها و مصدرها وتأثيرها  . 
 
لأن الفن المتلازم مع الإنسان  يتغير بتغير العصور، ونشأة المفاهيم لا يمكن استيعابها دون دراسة التاريخ ، وفلسفة المكان جغرافيا ، فضلا عن عوامل الجنس ،والوراثة ، وعلى ذلك فانّ دراسة البيئه تسّهل علي الفرد عدم التداخل بين عناصر كثيرة ، بعضها ينتمي الى تكوين الانسان .

وبعضها ينتمي إلى التكوينات الطبيعية ،ولأن الفن ظاهرة حضارية تتصل بالمفاهيم الزمانية ،والمكانية الموروثة منها،والمكتسبة،فإنّ تجربة الفنان إنما تُستمد من البيئة الفكرية ، والبصرية بطريقة تتجاوب مع مفاهيم عصره وبيئته .

والاستفادة من التراث المعماري المحلي يساعدنا في تكوين مبانينا، و يتوافق مع الإمكانيات المتاحة للمواد و لظروف البيئة الحالية ، والتي شكّلت المفردات التراثية،وهناك بعض العوامل التي كان لها أثرها في تصميم العمارة الاسلامية في مصر ، فإنّ الاقليم المصري الذي يمتاز بقلة سقوط الامطار شتاءًا وبشدة الحرارة صيفا ، وصرف النظر عن جعل سقوف المنشآت المعمارية مائلا .   
 
فقصد المعمارى أن يجعلها أُفقية مستوية،كذلك روعي ايجاد مساحات مظللة لتلطيف درجة الحرارة،واستخدمت الأروقة كعنصرمعماري في العمارة الإسلامية،لإيجاد مساحات مظللة للتخفيف من كمية السطوع الشمسية .

كذلك عدم زيادة سطوع الشمس لتقليل دور الفتحات بدرجة كبيرة ، لأنه كلما قلّت الإضاءة المستمدة من الشمس قلّت درجة الحرارة ، وبالتالي أصبحت أغلب الواجهات في العمارة الإسلامية عبارة عن جدران مصمتة تتخللها فتحات ضيقة وقليلة مما أدي لوجود مساحات معمارية كبيرة استخدمت في الزخرفة والنقش .

وعلى مدي العصور كانت النوافذ دائما مغطاة لتقليل كمية  الضوء ،ونظرًا إلى شدة الضوء ، فقد جُعلت الفتحات ضيقة نسبياً بالنسبة لمساحة الحوائط الخارجية،وجعل الحوائط الحاملة سميكة للعزل الحرارى . 

واستخدام مواد بناء معينة مثل الطوب اللبن ، والآجر، والحجر الجيري، ولكي يتم التخلص من الهواء الساخن كان الأرتفاع الداخلي للفراغات المعمارية كبيرًا ، كما استخدمت النوافذ العلوية .

وكان للرياح الشمالية أثر واضح على العمارة السكنية ، بسبب قدرتها على تخفيض درجة الحرارة في فصل الصيف ، لذلك تميزت المساقط الافقية للبيوت المصرية بتوجيه الواجهة الرئيس والغرف المهمة ناحية الشمال  .

وقد أوجد المعمارى المسلم نظام الملقف في تصميم الدور في مصر الإسلامية ، كوسيلة لتكييف هواء الغرف الداخلية ،وكان من مميزاته الحصول على هواء نقي نسبياً من الاتربة لبُعد مصدر الهواء عن سطح الارض ، وتوفير التهوية  للفراغات المعمارية التي لا توجد بها نوافذ خارجية فيدخل الهواء من فتحات التهوية ، ويستقبل النسيم من الجهة البحرية . 

واستخدمه كأحد عناصر المعالجة المناخية  للمنازل في مصر الإسلامية ، وقام المعمارى بإبتكار الكثير من الحلول المعمارية التي  ظهرت في الأفنية الداخلية التي تُعّد عنصرًا مهم في المنشآت السكنية .

فإستخدم المسطحات المائية لتعديل نسبة الرطوبة في الجو،ووضع الغرف حول فناء مكشوف تتوسطه نافورة للمياه لترطيب الجو،أما الأخشاب فقداستخدمت في تسقيف الغرف والقاعات وعمل الأعتاب والميدات .  

ومن أهم مميزات الفن الإسلامى ذلك التنوع العظيم في إنتاجه،مع الوضوح الشديد لعناصر الوحدة والتماسك التي تستمد روحها من إلهام واحد، مهما تباينت عناصره أوتنوعت أشكاله ، ويُعّد الفن الاسلامي مظهرًا صادقاً من مظاهر الإيمان ويتأكد فيه هذا الارتباط ،وهذا الفكر الفلسفي الإسلامي  في العماره الاسلاميه وفي الأعمال الفنيه بكل ما فيها من عناصر دينية ودنيوية ،فالعمل المعماري هو نتاج فكر ورغبات ومتطلبات ذلك المجتمع

حيث أن العمارة النابعة من ذلك الفكر تعبّر عن المضمون الذي يؤثر فيه القيم الاسلامية  ، وبالرجوع الى القيم الأصلية يتحقق التوازن النفسي للمعمار المسلم  ليحقق هدفه من الحياة، ذلك الفكر قد أدى إلى قيام عمارة ذات طابع خاص في العصور السابقة ،وقد ظهر ذلك بوضوح في عمارة المساكن ، حيث كان التصميم بطريقة انفرد بها الشرق وسميت بالطابع الشرقي .

وذلك بعزل بعض وحدات المبني ، وتخصيصها للنساء ( الحريم ) ،وسميت بالحرملك ، حيث كانت الحوائط الخارجيه قليلة الفتحات مطلة على الطريق العام ، كما أنها كانت ضيقة وتحتوي على عنصر المشربيات ،ولذلك اهتم المسلمون بتصميم الأفنية الداخلية والعناية بها،وجعل الفتحات الرئيسية تطل على هذه الافنية من الداخل ، وكذلك عمل المداخل المنكسرة لتحقيق الخصوصية والامان لأهل البيت  .

ومن هنا فقد أثر الفكر الاسلامي على المنتج المعماري الذي ظهر في العمارة الإسلامية ، وكان الإختلاف في الظروف البيئية بكل إقليم اسلامي من منطقة  إلى أخرى ، وتعدد مواد البناء واختلاف المهارات الحرفية أثره فى اختلاف طابع الحضارة الاسلامية من منطقة لأخرى ،وفي مصر امتدت العصور الإسلامية من الفتح الاسلامي عام 640 م حتى نهايه العصر العثماني عام 1798 م ، ونشأة حضارة ارتكزت على إستثمار موارد البيئة المحلية والإستفادة من الموقع الجغرافي .

الماء:


ارتبط  الماء في العمارة بشكل عام وخصوصا في العمارة الدينية حيث أنّ أصل البشر من الماء و يقول الله عز وجل " هو الذي خلق من الماء بشرًا فجعله نسباً وصهرا )  " أيه 54 من سورة الفرقان " ، (  وجعلنا من الماء كل شيءٍ حي ) "  أيه 30 من سورة الانبياء " ، فقد وضع المعمار المسلم في اعتباره أن يجعل الماء في المساجد والمساكن بوسط الصحن بشكل صريح . 

فنجد فسقية أونافورة ،وخصوصاً في العمارة التي ظهرت في عصر المماليك،وقد ظهرت  أهميه الماء في حياة المصريين منذ الحضارة المصرية  القديمة وحتى الحضاره الإسلامية ، فالماء دائما مرتبط  بالمقدس ، وهو يعتبر أصل الحياة وهو عمل من أعمال الخير ولذلك ظهرت الأسبله  .





المشربية :


استعملت المشربيات تحقيقاً للخصوصية البصريه ، فكانت بالدرجة الاولى معالجة معمارية وظيفية ، ومناخية ، ولمّا كانت التهوية  في الحجرات التي على الفناء تتطلب عمل فتحات كبيرة ،وكانت هذه الفتحات تسمح بدخول كميات كبيرة من الضوء والحرارة ، فقد لجأ المعمارى الى ملئ هذه الفتحات بواسطة خشب الخرط والمشربيات ، وبالاضافة الى قيمة المشربية المناخية ، وما تحمله من معالجة إجتماعية فقد أُقيمت بحيث تتيح  للداخل رؤية من بالخارج والعكس .

وبالاضافة الى ذلك فقد صُممّت المشربيات لكي تقوم بوظيفة الشرفة ، حيث يتمكن النساء بالمنزل من رؤية من بخارجه دون رؤيتهم من عابرى الطريق،لذا فالمشربية تحفظ  حرمة أهل المنزل من عيون الغرباء ، وفي نفس الوقت يتمكن النساء من رؤية ما يحدث خارج حُجراتهم  . 

كما أنهم يستطيعون مشاهدة الحفلات التي تجرى في القاعات المجاورة دون أن يراهم أحد ،لذلك فقد ظهرت المشربية لكي تشيرالى الحماية ، والخصوصية ، والستر، والاخفاء ، والاطمئنان على المرأه (  الأم ، والزوجة ، والأبنة ) حتى لا تتعرض لعيون الغرباء ،ومن هنا فقد اتخذت المشربية رمز للحفاظ على الشيء الغالي النفيس الذي يوجد خلفه،أي الحفاظ على حرمة أهل البيت من عيون الفضوليين  والغرباء .

العشاري أو المراكب الصغيرة :


ظهرت العشاري في العمارة الإسلامية ، مثال على ذلك قبة الامام الشافعي التي تحتوي على عنصر العشاري الذي اتخذ على شكل القالب البرونزي ، لتحقيق أهداف وظيفية ، وأفكار رمزية ،والغرض الوظيفي الاساسي من العشاري هو استعمالها في وضع الحبوب ،التي تم التبرع بها من قبل أهل المتوفي لكي تأكل الطير منه ، المتواجدة في المكان ، وهو نوع  من أنواع الأعمال الخيرية  التي توضع بإسم صاحب الضريح .

عنصر الشرفات :


تحتوي على العديد من الأهداف الوظيفية المهمة في العصور السابقة ، منها إسقاط الأحجار الملتهبة من خلال الفتحات السفلية ، وكذلك لكي يحتمي خلفها الجنود المدافعون ، ورمي السهام والحراب من الفتحات المختلفة البارزة الموجودة بها على المهاجمين ،والاعداء المندفعين الى الأبراج في فترة الحروب والمؤمرات ، كذلك حماية كل من يتعرض لخطر السقوط من أعلى سطح المبني لاسيما المؤذنين فاقدى البصر أومن يقوم بتنظيف أسطح المباني  .

الفناء المفتوح :


اُستخدم الفناء المفتوح بوضوح في العمارة السكنية الاسلامية بصفة عامة ، وكان تصميم المساقط الافقية السكنية بمصر بداية من العصر الطولوني و حتى العصر العثماني ، وقد اتخذ الفناء الشكل المربع ،والمستطيل ،وكانت الأرضيات مغطاة ببلاطات من الحجر الجيري ، ومنسوبها منخفض مقدار درجة أودرجتين عن منسوب الغرف المحيطة بالفناء ، وكان الفناء يضم نافورة وبعض الأشجار.
    
وقد راعى المعمار المسلم  مد أغلب الفراغات المعمارية بحاجتها من الاضاءة والتهوية من خلال الفناء المفتوح ، وقد قام بدور مهم في المعالجة  المناخية وخاصة أنّ أغلب الأقاليم الاسلامية تقع في إطار المنطقة دون المدارية ذات المناخ الحار ، كما ساعد على مراعاة العوامل الإجتماعية  وتوفير الخصوصية . 

وحجاب النساء وأصبح موضع التجمع الأسرى في رحاب الخضرة والماء في حرم بعيداً عن أعين الغرباء  كذلك أُستخدم الصحن بوضوح في العمارة الدينية الإسلامية،وكان أساس تصميم الصحن النمط التقليدي للمسجد الجامع الذي يتكون من صحن يحيط به أربعة أروقة آكبرها رواق القبلة.

وقد نشأ هذا النمط منذ العصور الاسلامية المبكرة ، وظل مستخدماً حتى الآن في الكثير من الاقاليم الإسلامية ، وفي بعض المساجد كان الصحن يضم  نافورة ، أوميضأة ، أو يزرع بالأشجار أحياناً ،وكان يستفاد منه بصفة عامة في استيعاب الأعداد الكبيرة  للمصلين وقت صلاة الجمعة .

المجاز القاطع :

استخدم في تصميم رواق القبلة ، وكان أول استخدام للمجاز القاطع في العمارة الاسلامية بالمسجد الاموي ، وكان أول استخدام  له  في مصر في الجامع الازهر، وكان يقطع رواق القبلة بشكل عمودي ممتد  من الصحن حتى المحراب ، وسقفه أُفقيا يعلو عن سقف المسجد ، فتحت به شُرّاعات جانبية  للإضاءة  والتهوية  .


المداخل المنحنية


استخدم المدخل المنحنى في أغلب المنشآت السكنية الاسلامية لتوفيرالخصوصية ومراعات العوامل الاجتماعية وزيادة فرص الدفاع عن المنزل في حالة حدوث فتن داخلية،ومن أمثلة استخدام المداخل المنحنية في العمارة السكنية بمصر كان بالمنازل الطولونية ومن  المعمار المصري يستخدم مدخل المنحنى في أغلب المنشآت الدينية بدايه من عصر المماليك .

 النوافذ


استمرالإتجاه السائد لتقليل دورالنوافذ بسبب زياده سطوع الشمس في مصر خلال العصور الاسلامية ،وكانت أروقة المساجد تتمتع بالإنارة من خلال الصحن،أوعبر شُرّاعات المجاز القاطع برواق القبلة ،وأقدم مثال مصرى قائم بنوافذ المساجد ، نجده بمسجد ابن طولون الذي يحتوي على 128 نافذة مغطاة بزخارف هندسية ترجع للعصر المملوكي ،وفي العصر الفاطمي كانت زخارف النوافذ تغطي بالزجاج الملون ، وقد استمر تحجيم دور النوافذ في العمارة السكنية الإسلامية  .
 
وكانت الغيرة على النساء من العوامل المساعدة على ذلك في منازل الطبقة الغنية ، حيث كانت أغلب النوافذ تطل على الفناء المفتوح وبالرغم من ذلك كانت النوافذ دائما مغطاة من خشب الخرط ،أوبمصبعات نحاسية ، أو برونزيه ،وكانت النوافذ المطلة على الطريق قليلة لدرجة الندرة وكانت إضاءة القاعات تتم من خلال الشُرّاعات العلوية الواقعة بأعلى الدورقاعة ، وقد إشتركت العوامل الاجتماعية  والمناخية في ابتكار نوافذ ذات أُسلوب فني رائع إمتازت به العمارة الإسلامية ، وهو أُسلوب الخشب الخرط المجمع المعروف باسم المشربية . 

وقد كان بروز المشربية عن سمت الواجهة يتيح لها التعرض لتيارات الهواء الموازية للواجهة ، بالإضافة للتيارات الأخرى مما يجعلها موضعاً تتراكم عنده تيارات الهواء البارد وكانت المساحة التي تغطي المشربية تفوق عاده مساحة النافذه العادية وذلك لتعويض تضائل الإضاءة .  

كما استخدمت عناصر تنسيق الموقع في أغلب منازل النبلاء حيث الأفنيه المفتوحة على الأشجار وأحواض الزهور والنافورات فحتوى بعض المنازل الكبيرة علي حديقة ، وبعد الربوع احتوت حديقة بالسطح  . 

كذلك استخدمت عناصر تنسيق الموقع في العديد من المساجد، فقد كان يتوسط صحن مسجد ابن طولون نافورة تشغل موضع الميضأة الحالية التي شيدها السلطان لاجين وكانت تعتبر النافورة الأولى من نوعها بمساجد مصر وأراد ابن طولون إيجاد مورد للماء يشرب منه المصلون  ، فضلًا عن اكتساب الصحن شكلاً جماليا ً. 
 
وقد عرفت  النافورة في العصر الفاطمي ، وفي عصر المماليك انتشرت بصحون المساجد ،كما زرعت صحون الكثير من مساجد مصر والشام  بالأشجار ، لتوفر الظلال ، وتعطر الفراغ الداخلي  للمسجد ،وحتى الآن نجد صحن مسجد المؤيد شيخ لا يزال مزروعاً بالأشجار ، وقد كانت العمارة الإسلامية عبر العصور الاسلامية المتعاقبة ميدان تلتقي فى ساحتة جميع الأنشطة الفنية الأخرى ، مثل  التصوير الجدارى،والنقوش ، والكتابة العربية والزخارف الجصية  .

مميزات الفن العربي الإسلامي :


هناك صفات مشتركة عامة أنّه ذو شخصية واحدة ، رغم تعدد مراكزه ، وتباعد اقطاره ، وظهور التاثيرات المحلية فيه، وقد حاول الباحثون تحليل الوحدة في الفن العربي الاسلامي بأنها ترجع  لتأثير العامل الجغرافي المتشابه في مختلف الأقطار الإسلامية من إيران إلى مراكش ، فهناك دوماً مناطق جبلية من حولها سهول وصحاري ، ومناخها جميعاً معتدل  وأكثر ميلاً للجفاف  .

وتأثير العامل التاريخي فمجموع العناصر التي كانت تشّكل القاعدة البشرية في الشام ، ومصر ، والعراق ، وشعوب أسيا ، وأفريقية التي توحدت تحت لواء الدولة الجديدة التي جاء بها الاسلام و حّد الناس فيها في لغة واحدة ودين واحد وحكم متشابه  الاسس ومن هنا صارت الأساليب الفنية متشابهة في كل مكان  .


أنّه فن تأثر بروح الاسلام ، وتركزت أنواعه المختلفة على المواضيع الدينية  في الدرجة الاولى ، لقد عكست البيئة الجغرافية على العماره المصريه الإسلامية النقاط الاتية اولاً توفير أحجار البناء التي استخدمت في العصور الإسلامية .

ولا زالت تستخدم ، تمثلت هذه الأحجار في الصخور النارية والمتحولة ، مثل الجرانيت والبازلت و الرخام ، كذلك الحجر الجيري والحجر الرملي ، وكان طمي النيل هو المادة الخام الرئيسية لصناعة الطوب اللبن ، والطوب المحروق ( الاجر ) المستخدم في أعمال الإنشاء .

author-img
نشأت للمعلومات التاريخية والأثرية

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent