recent
موضوعات

مواد التجميل فى مصر القديمة

مواد التجميل : 

يرجع تاريخ استعمال مواد التجميل بمصر إلى أقدم العصور ، حيث استعملت المرأة المصرية منذ الأسرة الأولى فى العصور المصرية القديمة المراهم والدهانات والزيوت العطرية ، واهتمت بجمال ونضارة بشرتها ، وقد تميزت المرأة المصرية واحتلت مكانة عظيمة عبر العصور المصرية القديمة فى الحياة الإجتماعية والدينية مما كان له عظيم الأثر فى اهتمامها بنفسها وزينتها .

وتبوأت المناصب وشغلت بعض الوظائف المهمة ، فكانت كاهنة للموسيقى كما هو مثبت فى معبد حورس الكبير بمدينة إدفو ، وأصبحت كبيرة الكاهنات فى الدولة الوسطى حيث كانت تُعّد زوجة الإله آمون ، وأُطلق عليها الكثير من الألقاب مثل زوجة الإله ومعشوقته ، وأيضًا يد الإله ، وتشمل مواد التجميل المصرية القديمة أكحلة العين ، وخضابات الوجه ، والزيوت والشحوم الجامدة( المراهم) .

أكحلة العين : 

كان أكثر أكحلة العين شيوعا الملاخيت وهو خام أخضر من خامات النحاس والجالينا ، وهو خام أشهب قاتم من خامات الرصاص ، والأول أقدمهما غير أن الثاني حل محله في النهاية بكثرة ، فأصبح مادة الكحل الرئيسة في البلاد ، ويوجد كل من الملاخيت والجالينا في المقابر عباره عن قطع صغيرة من المادة الخام ، وتوجد آثاره على اللوحات والأحجار التي كان الخام يُسحق عليها، عند الحاجة إلي استعماله مجهزًا وهو ما يسمى كحلًا .

إما بشكل كتلة مدمجة من المادة المسحونة سحنا دقيقا وقد حولت الى عجينة ، أو في الأغلب كمسحوق ، والملاخيت معروف منذ حضارة دير تاسا وفترة البداري وعصر ما قبل الأسرات حتى الأسرة التاسعة عشر على الأقل ، في حين أنّ الجْالينا وإن كان قد وجد مرة في فترة البدارى إلاّ أنّه لم يظهر بصفة عامة إلاّ بعد ذلك بزمن قصير ، ولكن استعماله استمر حتى العصر القبطي .

وكثيرًا ما كان الملاخيت والجلالينا يوضعان خامًا في المقابر في أكياس صغيرة من الكتان أو الجلد ، وقد وُجد مجهزين في أصداف ، وفي فلقات من القصب المجوف ، و ملفوفين في أوراق النباتات ، وفي أوان صغيرة تكون أحيانا على شكل قصبة وعندما يوجد الكحل قطعًا متماسكة لا مسحوقًا فكثيرًا ما يكون قد تقلص ، كما أنه يكون قد اكتسب أحيانًا علامات من داخل الوعاء الذى وضع به.

مما يدل على أنّ مثل هذه المجهزات كانت أصلا عجائن ثم جفت ، ولم تُعرف المادة التي كان يُمزج بها المسحوق الناعم لتكوين العجينة ، ولو أنّ استعمال الماء وحده أو الصمغ  والماء معًا يبدو محتملًا اذ لا وجود لمادة دهنية ، وكيفما كان الأمر فيحتمل أنّ مادة دهنية ما كانت تستعمل في وضع الكحل على الوجه ، وذكر البعض أن الكحل المصري كان يتركب من السناج الذي كان يصنع بإحراق نوع رخيص من الكندر ، أو قشر اللوز .
وأنّ الكحل الخاص الذي كان يُستعمل بسبب خصائصه الطبية المزعومة يحتوي على الكربون ، وعلى مجموعة متباينة من المواد منها خام الرصاص ، و يتألف الكحل المصري في الوقت الحاضر أيضا من السناج الذي يصنع بإحراق نبات العصفر، ويُستعمل بواسطة عود صغير من الخشب ، أو العظم ،أو العاج ، أو المعدن ، يُبلّل طرفه ويُغمس في المسحوق .

ولم تبدأ هذه الأعواد في الظهور إلا في عصر الأسرة الحادية عشر ، ويُحتمل أنّ الكحل كان يوضع قبل ذلك بالأصبع ، وقد وجد " بيدج " بعض عينات الكحل الحديث من السودان تتركب من الأكسيد الأسود للمنجنيز ، وقال " سونيتي " سنة 1870م أنّ خليطًا من الرصاص الأسود ( الجالينا ) والسناج كان يستعمل في مصر ،ومادتا  دهان العين القديمة أي الملاخيت والجالينا كلتاهما منتجات مصر.

فالملاخيت يوجد في سيناء والصحراء الشرقية ، وتوجد الجالينا بالقرب من أسوان وعلى ساحل البحر الأحمر ، أما المواد الإضافية التي استعملت فيما بعد من وقت لأخر مثل كربونات الرصاص، و أُكسيد النحاس ، والمغرة ، وأُكسيد الحديد المغناطيسى، و أُكسيد المنجنيز ، فكلها أيضا منتجات محلية ، باستثناء مركبات الأنتيمون ، فهذه لا توجد في مصر على ما هو معروف للآن .

ولكنها توجد في آسيا الصغرى و في إيران ، وتذكر لنا النصوص القديمة أنه  كان يتم الحصول على كحل العين في عصر الأسرة الثانية عشر من الآسيويين ، وفي الأسرة الثامنة عشر من بلاد ما بين النهرين في آسيا الغربية ، ومن بلاد بونت "الصومال " ، وفى الأسرة التاسعة عشر من مدينة قفط  ، ولو أنه لم تكن للمصريين حاجة الى استيراد كحل العين من الخارج .

نظرًا لوجود جميع المواد التي استخدموها في هذا الشان في البلاد ، فيما عدا مركبات الأنتيمون التي كانت نادرة الاستعمال جدًا ، فانه لم تكن هناك صعوبة في الحصول على الكحل من آسيا حيث كانت توجد المواد الأخرى كذلك  ، أما كحل العين الذي جاء من بلدة قفط فهو جالينا من ساحل البحر الأحمر ، ودهان العين كان يمكن استيراده من بلاد بونت " الصومال " .

وقد اقترن اسم " بونت " على الخصوص بالراتنجات الصمغية العطرية التي كانت تستعمل بخورًا ، وهي عادة تُسرد علي انفراد في قائمة الأشياء المستوردة ، ولكن هذه ليست دهانات للعين ولو أنها كانت تستخدم في الدهانات والمراهم المستعملة في التجميل لتكسبها رائحه ذكية ، وقد تم العثور على الكثير من أدوات التجميل والزينة مثل المكاحل ، والمراود ، والأمشاط ، ودبابيس الشعر ، والمرايا ، وأحمر الشفاه في المقابر المصرية القديمة .

ولم تكن تجهل المرأة المصرية القديمة أيضًا أعمال طلاء الأظافر لليدين والقدمين بل عرفت هذا الأمر كما في عصرنا الحالي من باب الزينة والاهتمام بنفسها ، كما ظهرت بشعرها المرسل الجميل حيث اهتمت بتصفيف شعرها وتضفيره فى جدائل ، واستخدمت الشعر المستعار الذى نطلق عليه لفظ باروكة كما جاء فى بردية " ايبس  رقم 465 " والمتضمنة بعض النصائح للمرأة .

مثل استخدام دهن سبع ، ودهن ثعبان ، ودهن قط ، ودهن تمساح ، ودهن فرس النهر ، ودهن وعل ، وذلك من خلال مزجه واستخدامه للصلع ، كما اهتموا كذلك باستخدام الأصباغ ذات اللون الأسود لإخفاء الشعر الأبيض  من خلال مزج الزيت بدماء الحيوانات ذات اللون الأسود فى الزيت المغلى ، واعتقدوا أن دهن الحية  يؤدى نفس النتيجة . 

كذلك عرفت المرأة المصرية منذ العصور القديمة كيف تتخلص من الشعر الزائد ، وتوصلت إلى وصفات لإزالة هذا الشعر تتكون من لبن الجميز الحمضى والصمغ ، وقد ظهرت في الدولة القديمة عدد من التماثيل والرسوم لأميرات يرتدين الشعر المستعار تغطى الأذن وتنسدل على الكتف من الأمام ، كما عرفت النساء في الأسرة الأولى قص الشعر وخاصة عند الطبقة الغنية لوقاية الرأس .

وفى أوائل الأسرة الخامسة ظهرت الفتيات الصغيرات بشعر طويل سميك مجدول أو طويل منسدل أو مسترسل ، وقد يتم ربطه من الخلف بواسطة قرص أو شريط ، حيث نجد ذلك في منظر الراقصات في مقبرة " نب آمون " من الأسرة الثامنة عشر بذراع أبو النجا في طيبة ، وكان النساء يربطن شعرهن بشرائط من الكتان ، ثم أصبحت على شكل إكليل وديادم يتم ارتدائها بهيئة دائرية .
كما كانت المرأة تزين رأسها بشريط مزين بزهور اللوتس ، وقد تم العثور على باروكة باسم الأميرة " ست حتحور ايونت " باللاهون ، عثر عليها " بترى " مطعمة بالذهب والسيراميك الأخضر والكرنالين محفوظة بالمتحف المصرى بالقاهرة ، كما يوجد نقش على حجر جيرى للأميرة " نفرو " من الأسرة الحادية عشر تم اكتشافه في الدير البحرى يحمل اسم أحد مصففى الشعر الذى يؤدى هذا العمل كما جاء بالنقش ويسمى " حنوتى " ، وهذه اللوحة محفوظة بمتحف بروكلين في نيويويورك  . 

وقد عثر على بردية ساخرة من تونة الجبل – ملوى – محافظة المنيا ترجع إلى الأسرة التاسعة عشر تصور محاكاة لزينة الصباح التي تحرص عليها سيدات الطبقة الغنية  تمثل مجموعة من القطط والثعالب تقوم على خدمة فأرة وابنها ، حيث تجلس الفأرة على مقعد عالى من السلال على هيئة بكرة تتكون من شكلين مخروطين ، وخلفها قطة تقوم بتصفيف خصلات الشعر الملتفة من ضفائر الشعر المستعار ، وتضيف إليها بعض الخصلات الصناعية على رأسها والممسوكة بمشط  . 

كما يوجد غطاء شعر للملكة " تى " من الدولة الحديثة حيث كانت تلبس شعر مستعار طويل ذو جدائل صغيرة نقشت في طابع متدرج ، وكانت توجد قاعدة مستديرة لريشتين طويلتين في أعلى الشعر ، كما ظهرت الملكة " عنخ إس آمون " تطيب زوجها الملك توت عنخ آمون بعطر جميل من قارورة في يدها وهو جالس على العرش .

الكحل المصرى :

استخدم الكحل لتجميل العيون والحواجب في مصر القديمة ، حيث تم العثور على الكحل  في أشكال متنوعة بالمقابر المصرية ، وتميزت المرأة السعيدة بارتفاع شرطة الكحل بإنحناءة إلى أعلى ، واذا انخفضت إلى أسفل في خط مستقيم ناحية الأذن فهو لزيادة التأثير وجذب الانتباه ، حيث يطلق عليها " عين حورس الحارسة " ، وقد عرفت النساء في مصر القديمة كيفية الإستخدام والتجميل حيث كان يتم دهان الجفن السفلى بالكحل الأخضر ، والعلوى باللون الأسود لحمايته.

ووجد الكحل على نوعين الأول على هيئة مسحوق ، والثانى على هيئة معجون ، وكان الكحل يُستخلص من إحتراق نوع من الكندر" اللبان " أو قشور اللوز ، واستخرج أيضًا من سناج ناتج من احتراق نبات العصفر ، وتوجد قطعة من الأوستراكا محفوظة بمتحف اللوفر بباريس تمثل سيدة وخادمتها التي تمسك لها المرآة وتعطيها الكحل. 

وقد اهتم المصرى القديم بالكحل نظرًا لأهميته في حماية العيون من الأذى والتلوث ، حيث يوجد عدد من التماثيل ذات عيون مكحلة بالجالينا الخضراء ، وكان الكهنة يستعملون الكحل ويدهنون به تماثيل الألهة أثناء طقوس الصباح ، وقد تم العثور على الكثير من المكاحل والمراود ، ويُعد رأس الملكة " نفرتيتى " مثالًا على جمال تزيين العينين عند المصريين القدماء .

وكان الكحل يُعّد واحدًا من قرابين الموتى ، حيث يتم حفظه في أوان صغيرة جدًا مصنوعة من الحجر والقيشانى أو الزجاج ، وكانت تزين بزهور اللوتس ، كما استخدم المصريون الحبر الأحمر في تلوين الوجوه حيث عثر على آثار منه في أوانى دائرية صغيرة لها إطار ينفذ منها ثقوب يعبر منها سيور جلدية ، وقد وجدت صناديق الكحل منذ عهد الدولة القديمة  .

حيث تم العثور عليها مصنوعة من الحجر أو القاشانى أو البرنز أو الخشب ، واستخدمت لها مراود من البوص ، وقد استخدمت النساء ثلاث أنواع من المكاحل للحواجب والرموش والجفون ، ولذلك فإن معظم المكاحل بها ثالوث من العيون ، وقد عُثر على هذه القطع من خلال الحفائر في المقابر الملكية والخاصة ومصاطب الجبانات في عصر بداية الأسرات في نقادة ، وأبيدوس في مصر العليا  ، وفى سقارة وحلوان .

وقد ظهر اللون الأسود والأبيض على أوانى من الديوريت التي كانت تستخدم لحفظ وتخزين الكحل ، كما وجد صندوق كحل على شكل الإله " بس " يرجع إلى الدولة الحديثة  مصنوع من الفيانس المصرى محفوظ بمتحف اللوفر بباريس ، وقد استخدمن نساء الدولة الحديثة الكحل حيث نجد حتشبسوت في الوضع الوزيرى ، والعينان مكحلتان والحواجب مزججة ، والملكة نفرتيتى وهى مزججة الحواجب والعينين  . 

مواد وأشكال المكاحل : 

أكثر أوانى الكحل مصنوعة من بعض المواد مثل العظم ، والعاج ، والخشب ، والزجاج وقد كانت تستخدم لحفظ الكحل الأسود ، والنوع البسيط من الأوانى كان مربعًا أو معين الشكل ، وقد كان الكحل يُحفظ جاهزًا في علب طويلة كانت تتكون من قصب ، أو عدة قصبات مربوطة بعضها على بعض ، وفى الدولة الحديثة بدا استخدام مساحيق الزينة قاصرًا على العيون فقط ، ويضم متحف برلين مكحلة ذات أربعة عيون ، ثلاث منها كان كحل خاص بفصول السنة عند المصريين القدماء ، بينما الرابع فهو الكحل اليومى . 

الأصباغ : 

كانت المراة تستخدم المادة الحمراء كمسحوق لتزيين الشفاه والوجنات ، كما كانت تصبغ شعرها ويديها وقدميها بالحناء للتجميل ، وهذه الصبغة عبارة عن أكسيد الحديد الأحمر الموجود في الطبيعة ويسمى هيماتيت ويوصف بالمغرة الحمراء وهو الذى كان معروفًا في مصر القديمة . 
وكانت تُطلى الشفاه باللون الأحمر، وقد عثر في بردية " تورين " على رسم يوضح سيدة تمسك بيدها اليمنى فرشاة تطلى بها شفتيها باللون الأحمر ، وهى تتأمل زينتها في مرآة تمسكها بيدها اليسرى ، وفى نفس اليد علبة بها أحمر شفاه ، وقد اعتادت المرأة على تلوين خديها حيث تم العثور على صبغة حمراء في أحد المقابر عبارة عن صبغة طبيعية من أكسيد الحديد الأحمر المعروف بالحبر الأحمر .  

شجرة الحناء

هى نبات مشهور وقد عرفت باسم " بوكر " منذ عصر ما قبل التاريخ ، وزعموا أنها كانت تظلل قبر اوزوريس ، وأن أوراقها مطهرة ومقاومة للأمراض ، ولصبغ الشعر باللون الأصفر استعملوا صبغات قشر الرمان والقرطم ،وظهر اللون الأخضر في احدى باروكات الشعر في الدولة الحديثة ولونها خليط من النيلة والعصفر وهى باروكة " مريت كا رع " .

وتتنوع أصناف الحناء حيث يوجد منها البلدى ، والشامى ، والبغدادى ، والشائكة ، لكن أفضلها وأغناها بالمواد الملونة هي الحناء البلدى ، وتحتوى أوراق الحناء على مواد سكرية وراتنجية ودهنية ، كما تحتوى على عطر ومواد قابضة ، بالإضافة إلى مادة اللوزون الملونة وهى مادة متبلورة برتقالية اللون وتذوب في الماء ، وهى المسئولة عن صبغ الشعر والصوف بلون برتقالى .

أما أزهارها فهى جميلة الشكل ، ومتعددة الألوان ، زكية الرائحة ، تحتوى على زيوت طيارة أهم مكوناتها مادة الأيونون ، واستعملت أوراق شجرة الحناء لتخضيب راحات الأيدى ، وأخامص الأقدام ، والشعر باللون الأحمر ، كما هو موجود في عصرنا الحالي ، ونبات الحناء شجيرة دائمة الخضرة تزرع بكثرة في مصر ، وتزرع في الحدائق لزهورها الشذية الرائحة ، وفي الحقول لأوراقها التي تستعمل أساسيا في الزينة .

حيث تعمل منها عجينة تصبغ بها الأيادى ، والأقدام ، والأظافر ، والشعر بالصبغ الأحمر ، ويقال أن المستخلص من الأوراق في الماء المغلي يستعمل أحيانا لصبغ الأقمشة ، وكثيرًا ما لوحظ أنّ أظافرأصابع اليدين والأقدام في المومياوات كانت أحيانا مصبوغة ، ومنها أنّ راحات بعض الأيدى وأخامص الأقدام وأظافر أصابع اليد ، وأظافر أصابع الأقدام كانت مصبوغة بلون أحمر بالحناء ، منها أيضا أظافر أصابع يدى مومياء من الأسرة الحادية عشر مصبوغة بالحناء .

وقد ظن " ماسبيرو" أن يدى رمسيس الثاني مصبوغة بصبغ أصفر فاتح ، ولكن " سميث " يرى ان بهتان اللون سببه المادة المحنطة ، كما يصف " سميث " شعر مومياء من الأسرة الثامنة عشر أنها مصبوغة بلون أحمر براق ، ويظن أنها كان صبغ بالحناء . وكانت الحناء أوراقها تستعمل في مصر القديمة كما تستعمل اليوم ، على شكل عجينة لصبغ راحات الأيدى ، وبواطن الأقدام ، والأظافر ، والشعر ، وقد وجدت أغصان الحناء في الجبانة البطلمية بهوارة  . 

طلاءات الوجه : 

بالإضافة إلى تكحيل ما حول العينين كانت المصريات في العصور القديمة يُخضّبن وجناتهن أحيانًا ، حيث تم العثور على بقع منثورة على  اللوحات وعلى الأحجار التي كانت الصبغة تسحن عليها قبل الاستعمال ، وهذه الصبغة عبارة عن أُكسيد أحمر للحديد يوجد طبيعيًا ويسمى هيماتيت أو المغرة الحمراء  . 

الوشم في مصر القديمة :

ظهر الوشم في مصر في عصر ما قبل الأسرات ، ولم يُستعمل في الدولة القديمة لأنه أصبح عديم الفائدة ، وازدهر بين راقصات الإله " بس" ومومياوات الكاهنات للآلهة أمونيت ،والوشم تقليد شعبى لتزيين الجسم في أكثر الحضارات برسومات ثابتة على الجلد من خلال استخدام آلة حادة على الجلد ، مثل العظم أو الإبرة بعد غمسها في أصباغ ملونة طبيعية .

وازدهر الوشم عند راقصات المعبود بس وعلى مومياء الكاهنة أمونيت ، وفى الكثير من المناطق التي على النيل يتم عمل الوشم الأزرق على الشفة السفلى للمرأة ، وربما يكون المصريون هم أقدم الشعوب في استعمال الوشم والنوبيون ، وهو يُشبه إلى حد بعيد التمائم التي يحملها الأشخاص لتحميهم من الشرور والأمراض أو الحسد ، ومن أقدم الأمثلة على الوشم مومياء أمونيت كاهنة الألهة حتحور ، ومرضعو منتوحتب الثانى من الأسرة الحادية عشر، حيث ظل جلد المومياء محتفظ بآثار وشم بسيط عبارة عن خطوط متوازية على ساعديها وفخذيها وبطنها .

وقد كانت الراقصات والكاهنات في المعابد يدقونه على أجزاء من أجسادهن أو أطرافهن ، كما كان يُنقش على جسد الراقصات وعلى جسد اللص والعبد ، وقد تميز الوشم في مصر القديمة بالبساطة فكان عبارة عن خطوط ونقط وأشكال ترمز إلى قوى سحرية كبرى في المعتقد المصرى القديم ، وأكثر أنواع الوشم إنتشارًا في مصر القديمة كان شكل الإله " بس "  على هيئة قطة ، ويظهر ذلك على أجساد الراقصات والموسيقيين ولاعبى الأكروبات في الصور الجدارية .

كما وشم المصريون جباههم بشكل عقاب وهو بقايا تقديس الصقر عند المصريين القدماء ، وكانت بعض القرويات في مصر القديمة تضع الوشم على الذقن بشكل العلامة الهيروغليفية " نفر " وهى تعنى جميل، كما استخد المصريون الوشم من أجل العلاج من الأمراض ، مثل ألم المفاصل والروماتيزم ، والصداع والنقرس ، وألم الأسنان والشلل والسل ، فهو وسيلة علاجية عندما تفشل وسائل العلاج الأخرى فهو أشبه بالكى .

الترصيع :

استعمل المصريون الترصيع بالعيون في التوابيت والمومياوات و قناعاتها وفي التماثيل الصغيرة وليس هناك دليل على انهم استعملوا العيون الصناعية للاحياء ،ويمكننا التعرف على الأجزاء الظاهرة من العين الإنسانية والتي اعتادت المرأة المصرية الاهتمام والعناية بها ، فالجفون هي غطاء العيون وتتكون من غشاء متحرك بحيث يغطيها أولا ،ويغطيها حسب الإرادة ، ولكل عين جفنان ، جفن علوي وجفن سفلي .

أما الأهداب فهي الشعر الذي ينبت على حافة الجفون ، والمقلة هي كل جسم العين أى الكرة التي تشغل كل فراغ حجر العين ، وبياض العين وهو ما يسمى ايضا بالصلبة فهو الجزء الذي يمكن رؤيته عادة من الغلاف الخارجي لمقلة العين ، والقرنية هي المقدمة الدائرية للعين وهي شفافة عديمة اللون يدخل الضوء منها وهي متصلة بطبقة الصلبة ، ولكنها تبرز عنها قليلا الى الخارج ، اذ أن درجة تحدبها تزيد قليلا عن درجة تحدب بقية المقلة .

أما تعريف القزحية فهي الستارة الخلفية الملونة التي تقع خلف القرنية ، وهي تتمدد وتنكمش فتسبب اتساع حدقة العين وضيقها حسب الاقتضاء ، والحدقة تسمى البؤبؤ أو انسان العين وهي فتحة دائرية في وسط القزحية ، و تظهر كأنها سوداء بسبب وقوع داخل العين المظلم وراءها ، وماق العين وهو الزاوية التي تقع بين الجفنين العلوى والسفلى ، واللحمية هي قطعة حمراء مرتفعة في الزاوية الداخلية الواقعة بين الجفنين داخل الماق الداخلى تقريبا ، ولا توجد لحمية في الماق الخارجي . 

المراجع العربية : 

- أحمد محمد عبد العال الريس : التحنيط فى مصر القديمة ، القاهرة ، 2012م 
- تروت عكاشة : الفن المصرى القديم ، القاهرة ، 1975م 
- جيلان عباس : آثار مصر القديمة فى كتابات الرحالة العرب والأجانب ،القاهرة ، 1992م 
- داليا ميلاد فرج : دراسة لأدوات الزينة القبطية فى مصر ، رسالة ماجستير ، جامعة حلوان ، 2008م 
- سيد كريم : المرأة فى عهد الفراعنة ، القاهرة ، 1994م 
- سمير أديب : موسوعة الحصارة المصرية القديمة ، القاهرة ، 2000م
- نبيلة محمد عبد الحليم : معالم التاريخ السياسى والحضارى فى مصر الفرعونية ، القاهرة ، 1988م 
- نبيل عبيد : الطب المصرى فى عهد الفراعنة ، القاهرة ، 2004م 

المراجع المعربة : 

- أدولف ارمان :مصر والحياة المصرية في العصور القديمة ، القاهرة ، 1993م  
- ألفريد لوكاس : المواد والصناعات عند قدماء المصريين ، القاهرة 1945
- جورج بوزنر :معجم الحضارة المصرية القديمة ، القاهرة ، 1996م
- جى راشيه : الموسوعـة الشاملة للحضـــارة الفرعونیــة  ترجمـة فاطمـة عبد االله 
-  دومنيك فالبيل : الناس والحياة في مصر القديمة ،القاهرة  ،  2001     
- نيقولا جريمال : تاريخ مصر القديمة ، القاهرة ، 1993م     
- و.م . فلندرز بترى : الحياة الاجتماعية في مصر القديمة ، القاهرة ، 1975م

المراجع الأجنبية : 

- J.Gardner,wilknson.,Manners and customs of the ancient egypians ,vol.1, new york
- J.Gardner,wilknson.,Manners and customs of the ancient egypians ,vol.11, new york
- W. M . Flinders , petrie., the arts and crafts of ancient egypt,london ,1910
 Jean ,Capart.,egyptian art .introductory studies, 1920-
- - G.Maspero., the art in egypt, new york,vol.1 , vol.2, 1921 
  Georges .Perrot,Charles.Chipiez., A history of art in ancient egypt , in two volums ,1883
author-img
نشأت للمعلومات التاريخية والأثرية

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent