مواد التجميل :
يرجع تاريخ استعمال مواد التجميل
بمصر إلى أقدم العصور ، حيث استعملت المرأة المصرية منذ الأسرة الأولى فى العصور
المصرية القديمة المراهم والدهانات والزيوت العطرية ، واهتمت بجمال ونضارة بشرتها
، وقد تميزت المرأة المصرية واحتلت مكانة عظيمة عبر العصور المصرية القديمة فى
الحياة الإجتماعية والدينية مما كان له عظيم الأثر فى اهتمامها بنفسها وزينتها .
وتبوأت المناصب وشغلت بعض الوظائف المهمة ، فكانت كاهنة للموسيقى كما هو مثبت
فى معبد حورس الكبير بمدينة إدفو ، وأصبحت كبيرة الكاهنات فى الدولة الوسطى حيث
كانت تُعّد زوجة الإله آمون ، وأُطلق عليها الكثير من الألقاب مثل زوجة الإله
ومعشوقته ، وأيضًا يد الإله ، وتشمل مواد التجميل المصرية القديمة أكحلة العين ،
وخضابات الوجه ، والزيوت والشحوم الجامدة( المراهم) .
أكحلة العين :
كان أكثر أكحلة العين شيوعا
الملاخيت وهو خام أخضر من خامات النحاس والجالينا ، وهو خام أشهب قاتم من خامات
الرصاص ، والأول أقدمهما غير أن الثاني حل محله في النهاية بكثرة ، فأصبح مادة
الكحل الرئيسة في البلاد ، ويوجد كل من الملاخيت والجالينا في المقابر عباره عن
قطع صغيرة من المادة الخام ، وتوجد آثاره على اللوحات والأحجار التي كان الخام
يُسحق عليها، عند الحاجة إلي استعماله مجهزًا وهو ما يسمى كحلًا .
إما بشكل كتلة
مدمجة من المادة المسحونة سحنا دقيقا وقد حولت الى عجينة ، أو في الأغلب كمسحوق ،
والملاخيت معروف منذ حضارة دير تاسا وفترة البداري وعصر ما قبل الأسرات حتى الأسرة
التاسعة عشر على الأقل ، في حين أنّ الجْالينا وإن كان قد وجد مرة في فترة البدارى
إلاّ أنّه لم يظهر بصفة عامة إلاّ بعد ذلك بزمن قصير ، ولكن استعماله استمر حتى
العصر القبطي .
وكثيرًا ما كان الملاخيت والجلالينا يوضعان خامًا في المقابر في
أكياس صغيرة من الكتان أو الجلد ، وقد وُجد مجهزين في أصداف ، وفي فلقات من القصب
المجوف ، و ملفوفين في أوراق النباتات ، وفي أوان صغيرة تكون أحيانا على شكل قصبة
وعندما يوجد الكحل قطعًا متماسكة لا مسحوقًا فكثيرًا ما يكون قد تقلص ، كما أنه
يكون قد اكتسب أحيانًا علامات من داخل الوعاء الذى وضع به.
مما يدل على أنّ مثل هذه
المجهزات كانت أصلا عجائن ثم جفت ، ولم تُعرف المادة التي كان يُمزج بها المسحوق
الناعم لتكوين العجينة ، ولو أنّ استعمال الماء وحده أو الصمغ والماء معًا يبدو محتملًا اذ لا وجود لمادة
دهنية ، وكيفما كان الأمر فيحتمل أنّ مادة دهنية ما كانت تستعمل في وضع الكحل على
الوجه ، وذكر البعض أن الكحل المصري كان
يتركب من السناج الذي كان يصنع بإحراق نوع رخيص من الكندر ، أو قشر اللوز .
وأنّ
الكحل الخاص الذي كان يُستعمل بسبب خصائصه الطبية المزعومة يحتوي على الكربون ،
وعلى مجموعة متباينة من المواد منها خام الرصاص ، و يتألف الكحل المصري في الوقت
الحاضر أيضا من السناج الذي يصنع بإحراق نبات العصفر، ويُستعمل بواسطة عود صغير من
الخشب ، أو العظم ،أو العاج ، أو المعدن ، يُبلّل طرفه ويُغمس في المسحوق .
ولم
تبدأ هذه الأعواد في الظهور إلا في عصر الأسرة الحادية عشر ، ويُحتمل أنّ الكحل
كان يوضع قبل ذلك بالأصبع ، وقد وجد " بيدج " بعض عينات الكحل الحديث من
السودان تتركب من الأكسيد الأسود للمنجنيز ، وقال " سونيتي " سنة
1870م أنّ خليطًا من الرصاص الأسود (
الجالينا ) والسناج كان يستعمل في مصر ،ومادتا
دهان العين القديمة أي الملاخيت والجالينا كلتاهما منتجات مصر.
فالملاخيت
يوجد في سيناء والصحراء الشرقية ، وتوجد الجالينا بالقرب من أسوان وعلى ساحل البحر
الأحمر ، أما المواد الإضافية التي استعملت فيما بعد من وقت لأخر مثل كربونات
الرصاص، و أُكسيد النحاس ، والمغرة ، وأُكسيد الحديد المغناطيسى، و أُكسيد
المنجنيز ، فكلها أيضا منتجات محلية ، باستثناء مركبات الأنتيمون ، فهذه لا توجد
في مصر على ما هو معروف للآن .
ولكنها توجد في آسيا الصغرى و في إيران ، وتذكر لنا
النصوص القديمة أنه كان يتم الحصول على
كحل العين في عصر الأسرة الثانية عشر من الآسيويين ، وفي الأسرة الثامنة عشر من
بلاد ما بين النهرين في آسيا الغربية ، ومن بلاد بونت "الصومال " ، وفى
الأسرة التاسعة عشر من مدينة قفط ، ولو
أنه لم تكن للمصريين حاجة الى استيراد كحل العين من الخارج .
نظرًا لوجود جميع المواد التي
استخدموها في هذا الشان في البلاد ، فيما عدا مركبات الأنتيمون التي كانت نادرة
الاستعمال جدًا ، فانه لم تكن هناك صعوبة في الحصول على الكحل من آسيا حيث كانت
توجد المواد الأخرى كذلك ، أما كحل العين
الذي جاء من بلدة قفط فهو جالينا من ساحل البحر الأحمر ، ودهان العين كان يمكن استيراده من بلاد بونت
" الصومال " .
وقد اقترن اسم " بونت " على الخصوص بالراتنجات
الصمغية العطرية التي كانت تستعمل بخورًا ، وهي عادة تُسرد علي انفراد في قائمة
الأشياء المستوردة ، ولكن هذه ليست دهانات للعين ولو أنها كانت تستخدم في الدهانات
والمراهم المستعملة في التجميل لتكسبها رائحه ذكية ، وقد تم العثور على الكثير من
أدوات التجميل والزينة مثل المكاحل ، والمراود ، والأمشاط ، ودبابيس الشعر ،
والمرايا ، وأحمر الشفاه في المقابر المصرية القديمة .
ولم تكن تجهل المرأة المصرية
القديمة أيضًا أعمال طلاء الأظافر لليدين والقدمين بل عرفت هذا الأمر كما في عصرنا
الحالي من باب الزينة والاهتمام بنفسها ، كما ظهرت بشعرها المرسل الجميل حيث اهتمت
بتصفيف شعرها وتضفيره فى جدائل ، واستخدمت الشعر المستعار الذى نطلق عليه لفظ
باروكة كما جاء فى بردية " ايبس رقم
465 " والمتضمنة بعض النصائح للمرأة .
مثل استخدام دهن سبع ، ودهن ثعبان ، ودهن قط
، ودهن تمساح ، ودهن فرس النهر ، ودهن وعل ، وذلك من خلال مزجه واستخدامه للصلع ، كما اهتموا كذلك باستخدام الأصباغ ذات اللون الأسود لإخفاء الشعر الأبيض من خلال مزج الزيت بدماء الحيوانات ذات اللون
الأسود فى الزيت المغلى ، واعتقدوا أن دهن الحية
يؤدى نفس النتيجة .
كذلك عرفت المرأة المصرية منذ العصور القديمة
كيف تتخلص من الشعر الزائد ، وتوصلت إلى وصفات لإزالة هذا الشعر تتكون من لبن
الجميز الحمضى والصمغ ، وقد ظهرت في الدولة القديمة عدد من التماثيل والرسوم
لأميرات يرتدين الشعر المستعار تغطى الأذن وتنسدل على الكتف من الأمام ، كما عرفت
النساء في الأسرة الأولى قص الشعر وخاصة عند الطبقة الغنية لوقاية الرأس .
وفى أوائل الأسرة الخامسة ظهرت الفتيات الصغيرات
بشعر طويل سميك مجدول أو طويل منسدل أو مسترسل ، وقد يتم ربطه من الخلف بواسطة قرص
أو شريط ، حيث نجد ذلك في منظر الراقصات في مقبرة " نب آمون " من الأسرة
الثامنة عشر بذراع أبو النجا في طيبة ، وكان النساء يربطن شعرهن بشرائط من الكتان ، ثم أصبحت على شكل إكليل وديادم يتم
ارتدائها بهيئة دائرية .
كما كانت المرأة تزين رأسها بشريط مزين بزهور اللوتس ، وقد تم
العثور على باروكة باسم الأميرة " ست حتحور ايونت " باللاهون ، عثر عليها
" بترى " مطعمة بالذهب والسيراميك الأخضر والكرنالين محفوظة بالمتحف
المصرى بالقاهرة ، كما يوجد نقش على حجر جيرى للأميرة " نفرو " من الأسرة
الحادية عشر تم اكتشافه في الدير البحرى يحمل اسم أحد مصففى الشعر الذى يؤدى هذا
العمل كما جاء بالنقش ويسمى " حنوتى " ، وهذه اللوحة محفوظة بمتحف
بروكلين في نيويويورك .
وقد عثر على بردية
ساخرة من تونة الجبل – ملوى – محافظة المنيا ترجع إلى الأسرة التاسعة عشر تصور
محاكاة لزينة الصباح التي تحرص عليها سيدات الطبقة الغنية تمثل مجموعة من القطط والثعالب تقوم على خدمة
فأرة وابنها ، حيث تجلس الفأرة على مقعد عالى من السلال على هيئة بكرة تتكون من
شكلين مخروطين ، وخلفها قطة تقوم بتصفيف خصلات الشعر الملتفة من ضفائر الشعر
المستعار ، وتضيف إليها بعض الخصلات الصناعية على رأسها والممسوكة بمشط .
كما يوجد غطاء شعر للملكة " تى "
من الدولة الحديثة حيث كانت تلبس شعر مستعار طويل ذو جدائل صغيرة نقشت في طابع
متدرج ، وكانت توجد قاعدة مستديرة لريشتين طويلتين في أعلى الشعر ، كما ظهرت
الملكة " عنخ إس آمون " تطيب زوجها الملك توت عنخ آمون بعطر جميل من
قارورة في يدها وهو جالس على العرش .
الكحل المصرى :
استخدم الكحل لتجميل العيون والحواجب في مصر
القديمة ، حيث تم العثور على الكحل في
أشكال متنوعة بالمقابر المصرية ، وتميزت المرأة السعيدة بارتفاع شرطة الكحل
بإنحناءة إلى أعلى ، واذا انخفضت إلى أسفل في خط مستقيم ناحية الأذن فهو لزيادة
التأثير وجذب الانتباه ، حيث يطلق عليها " عين حورس الحارسة " ، وقد
عرفت النساء في مصر القديمة كيفية الإستخدام والتجميل حيث كان يتم دهان الجفن
السفلى بالكحل الأخضر ، والعلوى باللون الأسود لحمايته.
ووجد الكحل على نوعين
الأول على هيئة مسحوق ، والثانى على هيئة معجون ، وكان الكحل يُستخلص من إحتراق
نوع من الكندر" اللبان " أو قشور اللوز ، واستخرج أيضًا من سناج ناتج من
احتراق نبات العصفر ، وتوجد قطعة من الأوستراكا محفوظة بمتحف اللوفر بباريس تمثل
سيدة وخادمتها التي تمسك لها المرآة وتعطيها الكحل.
وقد اهتم المصرى القديم بالكحل نظرًا لأهميته
في حماية العيون من الأذى والتلوث ، حيث يوجد عدد من التماثيل ذات عيون مكحلة
بالجالينا الخضراء ، وكان الكهنة يستعملون الكحل ويدهنون به تماثيل الألهة أثناء
طقوس الصباح ، وقد تم العثور على الكثير من المكاحل والمراود ، ويُعد رأس الملكة
" نفرتيتى " مثالًا على جمال تزيين العينين عند المصريين القدماء .
وكان
الكحل يُعّد واحدًا من قرابين الموتى ، حيث يتم حفظه في أوان صغيرة جدًا مصنوعة من
الحجر والقيشانى أو الزجاج ، وكانت تزين بزهور اللوتس ، كما استخدم المصريون الحبر
الأحمر في تلوين الوجوه حيث عثر على آثار منه في أوانى دائرية صغيرة لها إطار ينفذ
منها ثقوب يعبر منها سيور جلدية ، وقد وجدت صناديق الكحل منذ عهد الدولة
القديمة .
حيث تم العثور عليها مصنوعة من
الحجر أو القاشانى أو البرنز أو الخشب ، واستخدمت لها مراود من البوص ، وقد
استخدمت النساء ثلاث أنواع من المكاحل للحواجب والرموش والجفون ، ولذلك فإن معظم
المكاحل بها ثالوث من العيون ، وقد عُثر على هذه القطع من خلال الحفائر في المقابر
الملكية والخاصة ومصاطب الجبانات في عصر بداية الأسرات في نقادة ، وأبيدوس في مصر
العليا ، وفى سقارة وحلوان .
وقد ظهر اللون
الأسود والأبيض على أوانى من الديوريت التي كانت تستخدم لحفظ وتخزين الكحل ، كما
وجد صندوق كحل على شكل الإله " بس " يرجع إلى الدولة الحديثة مصنوع من الفيانس المصرى محفوظ بمتحف اللوفر
بباريس ، وقد استخدمن نساء الدولة الحديثة الكحل حيث نجد حتشبسوت في الوضع الوزيرى
، والعينان مكحلتان والحواجب مزججة ، والملكة نفرتيتى وهى مزججة الحواجب
والعينين .
مواد وأشكال المكاحل :
أكثر
أوانى الكحل مصنوعة من بعض المواد مثل العظم ، والعاج ، والخشب ، والزجاج وقد كانت
تستخدم لحفظ الكحل الأسود ، والنوع البسيط من الأوانى كان مربعًا أو معين الشكل ،
وقد كان الكحل يُحفظ جاهزًا في علب طويلة كانت تتكون من قصب ، أو عدة قصبات مربوطة
بعضها على بعض ، وفى الدولة الحديثة بدا استخدام مساحيق الزينة قاصرًا على العيون فقط ، ويضم متحف برلين مكحلة ذات أربعة عيون ، ثلاث منها كان كحل خاص بفصول السنة عند
المصريين القدماء ، بينما الرابع فهو الكحل اليومى .
الأصباغ :
كانت المراة تستخدم المادة الحمراء كمسحوق لتزيين
الشفاه والوجنات ، كما كانت تصبغ شعرها ويديها وقدميها بالحناء للتجميل ، وهذه
الصبغة عبارة عن أكسيد الحديد الأحمر الموجود في الطبيعة ويسمى هيماتيت ويوصف
بالمغرة الحمراء وهو الذى كان معروفًا في مصر القديمة .
وكانت تُطلى الشفاه
باللون الأحمر، وقد عثر في بردية " تورين " على رسم يوضح سيدة تمسك
بيدها اليمنى فرشاة تطلى بها شفتيها باللون الأحمر ، وهى تتأمل زينتها في مرآة
تمسكها بيدها اليسرى ، وفى نفس اليد علبة بها أحمر شفاه ، وقد اعتادت المرأة على تلوين خديها حيث تم
العثور على صبغة حمراء في أحد المقابر عبارة عن صبغة طبيعية من أكسيد الحديد
الأحمر المعروف بالحبر الأحمر .
شجرة الحناء :
هى نبات مشهور وقد عرفت باسم " بوكر " منذ عصر ما قبل التاريخ ،
وزعموا أنها كانت تظلل قبر اوزوريس ، وأن أوراقها مطهرة ومقاومة للأمراض ، ولصبغ
الشعر باللون الأصفر استعملوا صبغات قشر الرمان والقرطم ،وظهر اللون الأخضر في احدى باروكات الشعر في
الدولة الحديثة ولونها خليط من النيلة والعصفر وهى باروكة " مريت كا رع " .
وتتنوع أصناف الحناء حيث يوجد منها البلدى ، والشامى ، والبغدادى ، والشائكة ، لكن أفضلها وأغناها
بالمواد الملونة هي الحناء البلدى ، وتحتوى أوراق الحناء على مواد سكرية وراتنجية
ودهنية ، كما تحتوى على عطر ومواد قابضة ، بالإضافة إلى مادة اللوزون الملونة وهى
مادة متبلورة برتقالية اللون وتذوب في الماء ، وهى المسئولة عن صبغ الشعر والصوف
بلون برتقالى .
أما أزهارها فهى جميلة الشكل ، ومتعددة الألوان ، زكية الرائحة ، تحتوى
على زيوت طيارة أهم مكوناتها مادة الأيونون ، واستعملت أوراق شجرة الحناء لتخضيب
راحات الأيدى ، وأخامص الأقدام ، والشعر باللون الأحمر ، كما هو موجود في عصرنا
الحالي ، ونبات الحناء شجيرة دائمة الخضرة تزرع بكثرة في مصر ، وتزرع في الحدائق
لزهورها الشذية الرائحة ، وفي الحقول لأوراقها التي تستعمل أساسيا في الزينة .
حيث
تعمل منها عجينة تصبغ بها الأيادى ، والأقدام ، والأظافر ، والشعر بالصبغ الأحمر ،
ويقال أن المستخلص من الأوراق في الماء المغلي يستعمل أحيانا لصبغ الأقمشة ،
وكثيرًا ما لوحظ أنّ أظافرأصابع اليدين والأقدام في المومياوات كانت أحيانا مصبوغة
، ومنها أنّ راحات بعض الأيدى وأخامص الأقدام وأظافر أصابع اليد ، وأظافر أصابع
الأقدام كانت مصبوغة بلون أحمر بالحناء ، منها أيضا أظافر أصابع يدى مومياء من
الأسرة الحادية عشر مصبوغة بالحناء .
وقد ظن " ماسبيرو" أن يدى رمسيس
الثاني مصبوغة بصبغ أصفر فاتح ، ولكن " سميث " يرى ان بهتان اللون سببه
المادة المحنطة ، كما يصف " سميث " شعر مومياء من الأسرة الثامنة عشر
أنها مصبوغة بلون أحمر براق ، ويظن أنها كان صبغ بالحناء . وكانت الحناء أوراقها
تستعمل في مصر القديمة كما تستعمل اليوم ، على شكل عجينة لصبغ راحات الأيدى ،
وبواطن الأقدام ، والأظافر ، والشعر ، وقد وجدت أغصان الحناء في الجبانة البطلمية
بهوارة .
طلاءات الوجه :
بالإضافة إلى
تكحيل ما حول العينين كانت المصريات في
العصور القديمة يُخضّبن وجناتهن أحيانًا ، حيث تم العثور على بقع منثورة على اللوحات وعلى الأحجار التي كانت الصبغة تسحن
عليها قبل الاستعمال ، وهذه الصبغة عبارة عن أُكسيد أحمر للحديد يوجد طبيعيًا
ويسمى هيماتيت أو المغرة الحمراء .
الوشم في مصر القديمة :
ظهر الوشم في مصر في عصر ما قبل الأسرات ، ولم يُستعمل في الدولة القديمة
لأنه أصبح عديم الفائدة ، وازدهر بين راقصات الإله " بس" ومومياوات
الكاهنات للآلهة أمونيت ،والوشم تقليد شعبى لتزيين الجسم في أكثر الحضارات برسومات
ثابتة على الجلد من خلال استخدام آلة حادة على الجلد ، مثل العظم أو الإبرة بعد
غمسها في أصباغ ملونة طبيعية .
وازدهر الوشم عند راقصات المعبود بس وعلى مومياء
الكاهنة أمونيت ، وفى الكثير من المناطق التي على النيل يتم عمل الوشم الأزرق على
الشفة السفلى للمرأة ، وربما يكون المصريون هم أقدم الشعوب في استعمال الوشم
والنوبيون ، وهو يُشبه إلى حد بعيد التمائم التي يحملها الأشخاص لتحميهم من الشرور
والأمراض أو الحسد ، ومن أقدم الأمثلة على الوشم مومياء أمونيت كاهنة الألهة حتحور
، ومرضعو منتوحتب الثانى من الأسرة الحادية عشر، حيث ظل جلد المومياء محتفظ بآثار
وشم بسيط عبارة عن خطوط متوازية على ساعديها وفخذيها وبطنها .
وقد كانت الراقصات
والكاهنات في المعابد يدقونه على أجزاء من أجسادهن أو أطرافهن ، كما كان يُنقش على
جسد الراقصات وعلى جسد اللص والعبد ، وقد تميز الوشم في مصر القديمة بالبساطة فكان
عبارة عن خطوط ونقط وأشكال ترمز إلى قوى سحرية كبرى في المعتقد المصرى القديم ،
وأكثر أنواع الوشم إنتشارًا في مصر القديمة كان شكل الإله " بس " على هيئة قطة ، ويظهر ذلك على أجساد الراقصات
والموسيقيين ولاعبى الأكروبات في الصور الجدارية .
كما وشم المصريون جباههم بشكل
عقاب وهو بقايا تقديس الصقر عند المصريين القدماء ، وكانت بعض القرويات في مصر
القديمة تضع الوشم على الذقن بشكل العلامة الهيروغليفية " نفر " وهى
تعنى جميل، كما استخد المصريون الوشم من
أجل العلاج من الأمراض ، مثل ألم المفاصل والروماتيزم ، والصداع والنقرس ، وألم
الأسنان والشلل والسل ، فهو وسيلة علاجية عندما تفشل وسائل العلاج الأخرى فهو أشبه
بالكى .
الترصيع :
استعمل المصريون الترصيع بالعيون في التوابيت والمومياوات و قناعاتها وفي
التماثيل الصغيرة وليس هناك دليل على انهم استعملوا العيون الصناعية للاحياء ،ويمكننا التعرف على الأجزاء الظاهرة من العين الإنسانية
والتي اعتادت المرأة المصرية الاهتمام والعناية بها ، فالجفون هي غطاء العيون وتتكون من غشاء
متحرك بحيث يغطيها أولا ،ويغطيها حسب الإرادة ، ولكل عين جفنان ، جفن علوي وجفن
سفلي .
أما الأهداب فهي الشعر الذي ينبت على حافة الجفون ، والمقلة هي كل
جسم العين أى الكرة التي تشغل كل فراغ حجر العين ، وبياض العين وهو ما يسمى
ايضا بالصلبة فهو الجزء الذي يمكن رؤيته عادة من الغلاف الخارجي لمقلة العين ،
والقرنية هي المقدمة الدائرية للعين وهي شفافة عديمة اللون يدخل الضوء منها وهي
متصلة بطبقة الصلبة ، ولكنها تبرز عنها قليلا الى الخارج ، اذ أن درجة تحدبها تزيد
قليلا عن درجة تحدب بقية المقلة .
أما تعريف القزحية فهي الستارة الخلفية الملونة التي تقع
خلف القرنية ، وهي تتمدد وتنكمش فتسبب اتساع حدقة العين وضيقها حسب الاقتضاء ،
والحدقة تسمى البؤبؤ أو انسان العين وهي فتحة دائرية في وسط القزحية ، و تظهر
كأنها سوداء بسبب وقوع داخل العين المظلم وراءها ، وماق العين وهو الزاوية التي تقع
بين الجفنين العلوى والسفلى ، واللحمية هي قطعة حمراء
مرتفعة في الزاوية الداخلية الواقعة بين الجفنين داخل الماق الداخلى تقريبا ، ولا توجد
لحمية في الماق الخارجي .
- تروت عكاشة : الفن المصرى القديم ، القاهرة ، 1975م
- جيلان عباس : آثار مصر القديمة فى كتابات الرحالة العرب والأجانب ،القاهرة ، 1992م
- داليا ميلاد فرج : دراسة لأدوات الزينة القبطية فى مصر ، رسالة ماجستير ، جامعة حلوان ، 2008م
- سيد كريم : المرأة فى عهد الفراعنة ، القاهرة ، 1994م
- سمير أديب : موسوعة الحصارة المصرية القديمة ، القاهرة ، 2000م
- نبيلة محمد عبد الحليم : معالم التاريخ السياسى والحضارى فى مصر الفرعونية ، القاهرة ، 1988م
- نبيل عبيد : الطب المصرى فى عهد الفراعنة ، القاهرة ، 2004م
- ألفريد لوكاس : المواد والصناعات عند قدماء المصريين ، القاهرة 1945
المراجع العربية :
- أحمد محمد عبد العال الريس : التحنيط فى مصر القديمة ، القاهرة ، 2012م- تروت عكاشة : الفن المصرى القديم ، القاهرة ، 1975م
- جيلان عباس : آثار مصر القديمة فى كتابات الرحالة العرب والأجانب ،القاهرة ، 1992م
- داليا ميلاد فرج : دراسة لأدوات الزينة القبطية فى مصر ، رسالة ماجستير ، جامعة حلوان ، 2008م
- سيد كريم : المرأة فى عهد الفراعنة ، القاهرة ، 1994م
- سمير أديب : موسوعة الحصارة المصرية القديمة ، القاهرة ، 2000م
- نبيلة محمد عبد الحليم : معالم التاريخ السياسى والحضارى فى مصر الفرعونية ، القاهرة ، 1988م
- نبيل عبيد : الطب المصرى فى عهد الفراعنة ، القاهرة ، 2004م
المراجع المعربة :
- أدولف ارمان :مصر والحياة المصرية في العصور القديمة ، القاهرة ، 1993م- ألفريد لوكاس : المواد والصناعات عند قدماء المصريين ، القاهرة 1945
- جورج بوزنر :معجم الحضارة المصرية القديمة ،
القاهرة ، 1996م
- جى
راشيه : الموسوعـة الشاملة للحضـــارة الفرعونیــة ترجمـة فاطمـة عبد االله
- دومنيك فالبيل : الناس والحياة في مصر القديمة ،القاهرة ، 2001
- نيقولا جريمال : تاريخ مصر القديمة ، القاهرة ، 1993م
-
و.م . فلندرز بترى : الحياة الاجتماعية في مصر القديمة ، القاهرة ، 1975م
المراجع الأجنبية :
- J.Gardner,wilknson.,Manners
and customs of the ancient egypians ,vol.1, new york
- J.Gardner,wilknson.,Manners
and customs of the ancient egypians ,vol.11, new york
- W. M .
Flinders , petrie., the arts and crafts of ancient egypt,london ,1910
Jean ,Capart.,egyptian art .introductory
studies, 1920-
-
- G.Maspero., the art in egypt, new york,vol.1 , vol.2, 1921
Georges
.Perrot,Charles.Chipiez., A history
of art in ancient egypt , in two
volums ,1883