الملائكة
تُعد صور الملائكة من أكثر المناظر
التى شاع استخدامها و تصويرها فى الفنون القبطية ، وكلمة ملاك مفرد لكلمة ملائكة ، وهى كلمة
عبرية الأصل " ملاخ " وتعنى رسول أو بشير ، وتُرجمت فى اللغة اليونانية بالمعنى نفسه فصار أنجليوس وهو اسم الفاعل فى اليونانية ، أمّا اسم المفعول
فهو أنجيليون واشتقت اللغات الأوربية كلمتها المعبرة عن المعنى نفسه " أنجل " وبالفرنسية " إنجى
" .
كما تُعد الملائكة فى أسفار
العهد القديم مخلوقات علوية ، تتعامل مع البشر الذين اختارهم الله واصطفاهم ، مثل
الأنبياء والصالحين بالتعليم والهداية والرعاية ، ويستطيع الأنبياء مشاهدتها فى طبيعتها النورانية ، كما أنها غالباً ما تشاهد
متمثلة أشباهاً من الرجال .
وفى العهد الجديد لا يختلفون عن العهد القديم ، فهم
أرواح نورانية سمائية جميلة ، ليس فيهم شىء
من المادة التي للأجساد البشرية ، لا
يصيبهم موت ، أو مرض ، أو حزن ، ولا عجز ،
ولا شيخوخة ، ولا يزيدون أو ينقصون فلا
نسل لهم .
لأنهم لا يُزوجون ، ولا يتزوجون ، ولا يأكلون ولا يشربون ، طعامهم وكلامهم تسبيح ، خُلقوا فى اليوم الأول من الأيام الستة ، حينما قال الله " ليكن نور " (تكوين 1: 3) فكان النور وجزء منه كان الملائكة.
لأنهم لا يُزوجون ، ولا يتزوجون ، ولا يأكلون ولا يشربون ، طعامهم وكلامهم تسبيح ، خُلقوا فى اليوم الأول من الأيام الستة ، حينما قال الله " ليكن نور " (تكوين 1: 3) فكان النور وجزء منه كان الملائكة.
عددهم ألوف ألوف وربوات ربوات ،
أى ملايين ومئات الملايين كما جاء في (سفر دانيال 7: 10) "
ألوف ألوف تخدمه ، وربوات ربوات وقوف قدامه " ، وجاء في (سفر الرؤيا 5: 11) " وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش.
وكان عددهم ربواتاً ربواتاً وألوفاً ألوفاً " .
وهم ذوو قوة وقدرة وظائفهم متعددة ، منها البشارة وتبليغ الرسالة والرحمة بالخلق ، والمعونة والحفظ ، والعقوبة فى أعمال الشر ، يرفعون الصلوات الخاصة بالإنسان إلى الرب ، ويشفقون على الخطاة طالبين لهم الغفران ، وسيصحبون الرب فى الآخرة ويحضرون الدينونة ، يكلفهم الرب بعمل فيطرحون أهل الإثم والخطاة فى أتون النار ، وأهل البر فى النعيم .
وهم ذوو قوة وقدرة وظائفهم متعددة ، منها البشارة وتبليغ الرسالة والرحمة بالخلق ، والمعونة والحفظ ، والعقوبة فى أعمال الشر ، يرفعون الصلوات الخاصة بالإنسان إلى الرب ، ويشفقون على الخطاة طالبين لهم الغفران ، وسيصحبون الرب فى الآخرة ويحضرون الدينونة ، يكلفهم الرب بعمل فيطرحون أهل الإثم والخطاة فى أتون النار ، وأهل البر فى النعيم .
وينقسم
الملائكة إلى ثلاث طبقات ، الأولى الشاروبيم والكراسى والكاروبيم (أشعياء 6: 2) ، (الرسالة إلى أهل كولوس 1: 6) ، (حزقيال 10: 1- 33) ، والثانية الأرباب
والسلاطين والقوات (رسالة القديس بطرس الأولى 3: 22) ، الثالثة الرؤساء ورؤساء
الملائكة والملائكة (سفر الرؤيا 8: 38) ، ( رسالة بولس الرسول إلى أهل تسالونيكى
الأولى 4: 16) ، والملائكة طبقاً للقديس أنطونيوس تظل على ولائها لخالقها ، فهناك رئيس
الملائكة ، وعروش وقدرات قيادية ، ورؤساء قوات شاروبيم وسرافيم .
السرافيم والشاروبيم
ملائكة السرافيم يحملون مركبة الشاروبيم التى
فوقها العرش الإلهى وهم ملائكة ذوو أجنحة ستة يمتلؤن عيوناً يسبحون قائلين قدوس
قدوس قدوس رب الجنود ، مجده ملأ كل الأرض (أشعياء 6: 1- 4) ، أيضاً الأربعة حيوانات غير
المتجسدة تقف على جانبى العرش وهى كائنات روحية تشفع فى الخليقة كلها .
الحيوان الأول شبه أسد ويشفع فى الوحوش، والثانى شبه عجل ويشفع فى الحيوانات، والثالث له وجه إنسان و يشفع فى البشر، و الرابع شبه نسر طائر ويشفع فى الطيور، وهى حيوانات مثل السرافيم والشاروبيم لكل واحد منهم ستة أجنحة ، يُغطى وجهه بجناحين ، و يُغطى أرجله بجناحين ، و يطير بجناحين و من الداخل مملوء عيوناً وهى تسبح ليل نهار قائلة قدوس قدوس الرب الإله القادر على كل شىء . ( سفر الرويا 4: 6- إلى آخر الإصحاح).
الحيوان الأول شبه أسد ويشفع فى الوحوش، والثانى شبه عجل ويشفع فى الحيوانات، والثالث له وجه إنسان و يشفع فى البشر، و الرابع شبه نسر طائر ويشفع فى الطيور، وهى حيوانات مثل السرافيم والشاروبيم لكل واحد منهم ستة أجنحة ، يُغطى وجهه بجناحين ، و يُغطى أرجله بجناحين ، و يطير بجناحين و من الداخل مملوء عيوناً وهى تسبح ليل نهار قائلة قدوس قدوس الرب الإله القادر على كل شىء . ( سفر الرويا 4: 6- إلى آخر الإصحاح).
وتذكر
الكنيسة أسماء رؤساء الملائكة السبعة بالترتيب ميخائيل وجبرائيل " غبريال
" وروفائيل وسوريال وسارتيال وصاداقيال وأنانيال ، قال عنهم القديس يوحنا اللاهوتى " ورأيت
السبعة الملائكة الذين يقفون أمام الله "، وقال أيضاً " السبعة الأرواح
التى لله المرسلة إلى الأرض "، ووصفهم بأنهم مصابيح " وأمام العرش سبعة
مصابيح نار متقدة هى سبعة أرواح " (سفر
الرؤيا 8: 2 / 5: 6 / 4: 5) .
تصنيف العبرانيون للملائكة
وصنًّف
العبرانيون الملائكة إلى عشر طبقات : الأرليون (The Erelim) ، والأيشيون (The Ishim) ، والبنى ألهيم (Bene Elohim) ، والملائكيون
(The Malachim) ، والأشمليون (The
Hashmalim) ، والتارشيشيون (The Tarshishim) ، والشيشانيون (The Shishanim) .
والكروبيم (The Cherubim) ، والأوفانيون (The Ophannim) ، والسيرافيم (The Seraphim) ، حيث يأمرهم الرب بالمهام الموكلة إليهم فى السموات والأرض ، حسب مكانتهم ، وأهميتهم، فهى تنفذ الإرادة الإلهية .
والكروبيم (The Cherubim) ، والأوفانيون (The Ophannim) ، والسيرافيم (The Seraphim) ، حيث يأمرهم الرب بالمهام الموكلة إليهم فى السموات والأرض ، حسب مكانتهم ، وأهميتهم، فهى تنفذ الإرادة الإلهية .
نظام الملائكة عند السوريين
وقد كان لدى السوريين نظام خاص بالملائكة ، يتكون من تسع طبقات وثلاث
مراتب ، عليا ، ومتوسطة ، وصغرى ، المرتبة العليا تشمل الشاروبيم والسرافيم ، ومن يحملون
العرش ، أمّا الطبقة المتوسطة فتتكون من الأرباب ، وأصحاب القدرات ، والسلاطين ،
أو الحكام ، والمرتبة الصغرى تضم رؤساء الملائكة ، وصغار الملائكة التى تخدم
المخلوقات ، وتستقبل الوحى من الذين هم أعلى منها فى الرتبة ، ولجبريل من بينهم منزلة عظيمة فهو القوى والقريب من الله ، وحلقة الاتصال بين
الله وخلقه .
الملائكة فى الإسلام
ولا يختلف وصفهم فى الإسلام عمّا جاء بالكتاب المقدس ، فهم رسل الله
إلى عباده المكرمين من البشر ، تُشاهد على
شكل جسم من النور له أجنحة نورانية متعددة " الحمد
لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة
رسلاً أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد فى الخلق ما يشاء إنّ الله على كل شىء قدير
" .
وهم يسبحون الله ويتلون آياته وتزجر عن الكفر والشر ، تظهر فى صورة رجال من البشر ، لكنهم لا يأكلون ولايشربون ولا يتزاوجون ، فقد جاء جبريل إلى مريم لتنفيذ مشيئة الله بمولد المسيح منها بنفخة قدسية ، وكان فى صورة رجل من البشر .
وهم يسبحون الله ويتلون آياته وتزجر عن الكفر والشر ، تظهر فى صورة رجال من البشر ، لكنهم لا يأكلون ولايشربون ولا يتزاوجون ، فقد جاء جبريل إلى مريم لتنفيذ مشيئة الله بمولد المسيح منها بنفخة قدسية ، وكان فى صورة رجل من البشر .
وجاءت
إلى ابراهيم لتبشره بمولد إسحاق على هيئة رجال من البشر، وأعد لهم الطعام فلم
يأكلوا فخاف منهم ، وللملائكة درجات عند الله ، ولكل منهم مقام لا يتعداه ،
وجُعلت رحمة للإنسان تحفظه من الأذى وتحميه ، لها واجبات وأعمال تقوم بها فى الكون
الواسع ، تدخل الحرب ، وتحقق النصر .
كما حدث فى غزوة بدر والأحزاب تُبَّشر المؤمنين بالخيرات عند الموت وتبعث فيهم الأمن والسكينة ، تتلقى الكافرين والمنافقين بالتعنيف والأذى ، وهم يسبحون الله ، ويستغفرون لمن فى الأرض ، هم جنود الله أمرهم بالتعامل مع الإنسان حسب قواعد إلهية عادلة ، وعليهم الطاعة فأحاطوا بالإنسان منذ نشأته حتى وفاته .
كما حدث فى غزوة بدر والأحزاب تُبَّشر المؤمنين بالخيرات عند الموت وتبعث فيهم الأمن والسكينة ، تتلقى الكافرين والمنافقين بالتعنيف والأذى ، وهم يسبحون الله ، ويستغفرون لمن فى الأرض ، هم جنود الله أمرهم بالتعامل مع الإنسان حسب قواعد إلهية عادلة ، وعليهم الطاعة فأحاطوا بالإنسان منذ نشأته حتى وفاته .
وقد فسّر بعض العلماء الملائكة على
أنّها أجسام هوائية لطيفة ، تقدر على التشكل بأشكال مختلفة ، مسكنها السموات ، وفى
شرح المقاصد الملائكة أجسام نورانية خيّرة
، منها ملائكة الرحمة ، والعذاب ، وحملة العرش ، والحافّون حول العرش ، ومنها
أكابر الملائكة جبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل وعزرائيل .
ومنها ملائكة الجنة وملائكة النار " الزبانية " ورئيسهم مالك، وكتبة الأعمال ، والموكّلون لبنى آدم والموكّلون بأحوال هذا العالم والحفظة ، والكروبيون والروحانيون وخزنة الكرسى ، والسفرة ، والبررة ، والملائكة فريقان ، أحدهما علوى يقال له موكّل ، وآخر سفلى يقال له أعوان وأرواح وروحانى .
ومنها ملائكة الجنة وملائكة النار " الزبانية " ورئيسهم مالك، وكتبة الأعمال ، والموكّلون لبنى آدم والموكّلون بأحوال هذا العالم والحفظة ، والكروبيون والروحانيون وخزنة الكرسى ، والسفرة ، والبررة ، والملائكة فريقان ، أحدهما علوى يقال له موكّل ، وآخر سفلى يقال له أعوان وأرواح وروحانى .
وقد ظهرت صور الملائكة مع السيد المسيح
فى مناظر مستمدة من الكتاب المقدس ومع القديسين ، كما يوجد صور خاصة بكل من الملاك
ميخائيل والملاك جبرائيل ، وفى المتحف القبطى
نموذج مبكر للأيقونة المرسومة بالألوان المائية المثبتة بالغراء على طريقة التمبرا
فوق سطح خشبى .
تصور ملاك مجنح فى وضع الطيران قادماً من السماء ، وهى ترجع إلى القرن الخامس أو السادس الميلادى . كما توجد أيقونة للملاك ميخائيل بالمتحف القبطى عمل الفنان " إبراهيم ويوحنا الأرمنى " مؤرخة سنة (1751 م)، وهو يمسك باليد اليمنى الصولجان واليسرى الميزان .
تصور ملاك مجنح فى وضع الطيران قادماً من السماء ، وهى ترجع إلى القرن الخامس أو السادس الميلادى . كما توجد أيقونة للملاك ميخائيل بالمتحف القبطى عمل الفنان " إبراهيم ويوحنا الأرمنى " مؤرخة سنة (1751 م)، وهو يمسك باليد اليمنى الصولجان واليسرى الميزان .
وقد ظهر تجسيد الملائكة فى تصاوير بعض المراكز
الإسلامية الكبرى ، فقد ظهرت فى مخطوطات مصر وسوريا والعراق متأثرة بأشكال ملائكة الأفلاطونية المحدثة ، وكتب السحر اليهودية ، كما
فى مخطوط عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات للقزوينى سنة (1370م).
كما ظهرت صور
الملائكة في رسوم القصور مثل قصر محمد على باشا بشبرا ، بأحد أنصاف القباب التى
تحيط بالقبة التى تغطى الجوسق الشمالى الغربى ، تحيط بالصورة الشخصية لمحمد على
باشا من أعلى، عبارة عن ملكين مجنحين النصف العلوى منهما عار تماماً والسفلى مغطى
برداء يصل إلى الكعبين وقد امتلأت صور الأيقونات والرسوم الجدارية والمخطوطات بالكثير من صور الملائكة .
الملاك ميخائيل
أصل الاسم عبرى ويعنى " من مثل الله " ، وهو رئيس الملائكة ،
تتشفع به الكنيسة فى كل قداس ، وفى
ألحانها وصلواتها وتسبيحاتها ، وتقيم له عيداً شهرياً فى اليوم الثانى عشر من
كل شهر قبطى ، وفى كل كنيسة توضع أيقونة
للملاك ميخائيل وهو يلبس ملابس الجندية
بصفته رئيس جند الرب ، وتبنى له كنيسة فى أعلى الحصن بكل دير لكونه الملاك الحارس
للدير .
ويتسمى باسمه الكثير من الناس فى العبرية والقبطية " ميخائيل " وبالانجليزية " مايكل " وبالفرنسية " ميشيل
"، يقول عنه سفر دانيال " ميخائيل الرئيس الأعظم القائم لبنى شعبك " (دانيال 12: 1) ، وتعتقد
الكنيسة الأرثوذكسية أنّ الملاك ميخائيل هو ملاك القيامة ، أمّا اسم الملاك ميخائيل فى الإسلام فهو
ميكال أو ميكائيل .
الملاك غبريال
أحد رؤساء الملائكة وأصل اسمه عبرى يعنى " قوة الله
أوجبروت الله " ، وأحيانا يُنطق اسمه غبريال ، هو الذى بشًّر زكريا بأنّ امرأته العاقر ستلد
ابنا يُدعى يوحنا (لوقا 1: 13) ، وهو الذى بشًّر القديسة مريم العذراء بميلاد
المسيح (لوقا 1: 26)، (لوقا 1: 35)
واسم غبريال هو جبريل وهو الروح القدس فى الإسلام ويتقدم على
الملاك ميخائيل فى المكانة عند الله ، حيث ورد ذلك فى القرآن الكريم (سورة البقرة ، الجزء الأول: آية 98) يقول
الحق سبحانه وتعالى " من كان عدواً
لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإنّ الله عدو للكافرين ".