recent
موضوعات

مرقس الإنجيلى فى الفن القبطى


مرقس الرسول والرمز الذى اشتهر به

هو أول البطاركة والده يسمى أرستوبولس ، سكن فى مدينة من أعمال الخمس مدن التى فى المغرب تسمى كيرنابولوس ، ويعمل بالزراعة ويدين باليهودية، وكان يسمى مار مرقس باسم يوحنا، فلما سكنوا فى فلسطين بالقرب من أورشليم سموا يوحنا باسم مرقس ، وكان ياوى عند سمعان بطرس أحد تلاميذ المسيح ، يتعلم منه الكتب المقدسة والتعاليم المسيحية.

 وكان مرقس من السبعين تلميذاً ، وهومن جملة الذين استقوا الماء الذى صيره المسيح خمراً فى عرس قانا الجليل ، وهو الذى حمل جرة الماء فى بيت سمعان القريانى ، فى وقت العشاء السرى ، وبعد صعود المسيح مضى مرقس مع بطرس إلى أورشليم ، وبشر الجموع بكلام الله.

وفى السنة الخامسة عشرة من صعود المسيح أرسل القديس بطرس مارمرقس الإنجيلى إلى مدينة الإسكندرية ليبشر فيها ، ويكرز بكلام الله ، وفى سبت عيد الفصح يوم 29 من برمودة قام الوثنيون بالهجوم على القديس مرقس داخل الهيكل .

 وجعلوا فى حلقه حبلاً وجروه على الأرض ، وكانوا يقولون جروا التنين فى دار البقر وقتلوه وحرقوه ، وذلك فى آخر يوم من برمودة فى ثمانية من مارس من شهور الروم، وهو أربعة وعشرون يوما من نيسان من شهور العبرانيين . 

ومكث بطريرك مدة سبع سنين وستة أشهر من ( سنة 380 -387 شمسية ) قبل الشهداء ، وهذا يوافق من سنة (61 م - سنة 68 م) شرقية ، من سنة (69 - 77 غربية) ، وهذه المدة  تُعد من عهد وجوده بالإسكندرية للتبشير بالإنجيل .

  إذ قال بعض المؤرخين إنّه اتخذ مدينة الإسكندرية مقراً لخدمته ، وأسس بها كنيسة  ورسم  ثلاثة قسوس  وسبعة  شمامسة ، وتوجه بعد ذلك إلى الخمس مدن الغربية  ، وأقام بها سنتين ثم عاد إلى الإسكندرية  وأقام بها حتى نال الشهادة .

 وحمل القديس مرقس اسمين يوحنا وهو اسم عبرى يعنى " يهوه حنان "  ، ومرقس اسم رومانى يعنى " مطرقة " ،  وكان القديس مرقس يمت بصلة قرابة لبرنابا الرسول بكونه ابن أخته أو ابن عمه ، كما كان والده ابن عم زوجة القديس بطرس الرسول أو ابن عمتها ، وقد تعلم اليونانية ، واللاتينية ، والعبرية ، وأتقنها ، وكانت أمه مريم من النساء اللواتى خدمن السيد المسيح من أموالهن ، وفتحت بيتها ليأكل الفصح مع تلاميذه . 

ويُرمز للقديس مارمرقس بالأسد، لذلك نجد أهل البندقية جعلوا الأسد رمزا لهم ، وأقاموا أسداً مجنحاً فى ساحة القديس مارمرقس بمدينتهم ، ويعلل البعض هذا الرمز بأنّ القديس مرقس اجتذب والده للإيمان المسيحى خلال سيرهما فى الطريق إلى الأردن ، حيث فاجأهما أسد ولبوة فطلب الأب من ابنه  الهرب ، لكن الابن طمأن الأب ، وصلى فانشق الوحشان وماتا فآمن الأب بالسيد المسيح .

 والبعض الآخر يرى أنّ القديس مرقس بدأ إنجيله بقوله " صوت صارخ فى البرّية " وكأنه صوت أسد يدوى فى البرية كملك الحيوانات يهيىء  الطريق لمجىء الملك  الحقيقى  ، هذا وجاء الإنجيل يعلن سلطان المسيح ، لذلك لاقى أن يرمز له بالأسد إذ قيل عن السيد إنه " الأسد الخارج من سبط يهوذا " . 

وقد رسمه  بعض الفنانين يجلس على كرسى البطريرك ، فوق رأسه تاج البطريرك ، يمسك باليد اليسرى الإنجيل وعصا التتويج " صولجان "، مقسمة إلى سبعة أجزاء مخروطية ، تنتهى من أعلى بصليب على هيئة ورقة نباتية رباعية ، محددة بحبات اللؤلؤ ، ومرصعة بالأحجار الكريمة ، أسفل هذا الصليب شكل حيتين متقابلتين ، بينهما أشكال دائرية من حبات اللؤلؤ المرصعة بالحجر الكريم .     

و من المعروف أنّ وجود الحية فى الجزء العلوى من العصا يرجع إلى ما جاء بالكتاب المقدس ، عندما أمر الرب موسى بأن يصنع الحية "  فقال الرب لموسى اصنع لك حية محرقة ، و ضعها على راية ، فكل من لدغ و نظر إليها يحيا . فصنع موسى حية من نحاس و وضعها على الراية . فكان متى لدغت حية إنساناً ونظر إلى حية النحاس يحيا ".   

وقد اختلفت العصا القبطية عن اليونانية ، حيث تستخدم العصا اليونانية  للارتكاز عليها ، ولا تعلوعن مستوى اليد ، بينما العصا القبطية يصل ارتفاعها عادة إلى 5 أقدام و6 بوصات ، ولا تُستخدم  إلاّ أثناء الاحتفالات الكنسية ، ويتفق الشكل القبطى مع الشكل اليونانى فى رسم الأفعيين ، ولكن يميز الصليب الصغير بين الرأسين العصا القبطى عن اليوناني . 

كما يمسك القديس مرقس بيده اليمنى صليباً طويلاً ذا ثلاثة رءوس ، وفى الركن الأيسر من أسفل شكل  خرافى مجنح عبارة عن وجه آدمى فى وضع جانبى بعين واحدة لوزية واسعة ، وأنف بارز ، تبرز أسنانه ، وله شعر رأس طويل  متصل بشعر اللحية الكثيف ، جسده على هيئة حيوان يمثل الأسد تظهر مخالب أقدامه ، نجد له جناحين كبيرين وهو يرمز إلى القديس مرقس ، حيث تميز بهذا الرمز .

وهذا الشكل الخرافى ظهر جلياً فى الفن المصرى القديم فى الدولة القديمة ، فى تمثال أبى الهول وهو جزء من مجموعة الملك خفرع الهرمية بالجيزة ، كما ظهر فى الدولة الوسطى فى معبد أمنمحات الثالث  تماثيل  تمّثل  الملك  فى صورة أسد راقد بوجه بشرى ، وفى الدولة الحديثة ظهرت تماثيل للملكة حتشبسوت على هيئة أسد رابض . 


author-img
نشأت للمعلومات التاريخية والأثرية

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent