recent
موضوعات

قناطر ديروط والرى فى مصر





الري في مصر:  

الماء أساس قيام مشاريع الري والمنشآت المائية،وقد عرف المصريون القدماء عبر العصور المختلفة ابتداءًا من العصر المصرى القديم وحتى العصر الإسلامي أصول الري، ونُظمه، وأساليبه ، ابتداءًا بمعرفة الفيضان ، وقياس النهر ، مروراً بنظم وأساليب  الري ، وانتهاءًا بالنظم الحديثة المتمثلة في القناطر والسدود والخزانات ،ولقد ارتبطت الزراعة منذ فجر التاريخ بظاهرة الارتفاع الطبيعي لمياه نهر النيل مدة الفيضان،ويترقب الفلاحون الفيضان لتبدأ مواسم الزراعة،ويسمى هذا النظام بنظام الري الحوضي"Basin Irrigation " . 

حيث يُمّهد الفلاح الأرض ويُعدّها للزراعة ، ويشق القنوات ، والترع ، ويُقيم الجسور ، ويعمل على صيانتها ، وكان نظام الري الحوضي يتفق مع ظروف نهر النيل ، ومناخ البلاد ، ولقد شمل هذا النظام معظم الأراضي المصرية لاسيما الوجه القبلي،وقد عرف ري الحياض منذ عصر المصريين القدماء . وظل سائداً في العصر الإسلامي،وارتبط نظامه بفيضان النيل حيث يبدأ منسوبة في الارتفاع التدريجي منذ أوائل شهر يونيه كل عام حتى إذا جاء شهر أغسطس فاض النهر على جانبيه،وكان الري الحوضي هو السائد في الوادي والدلتا قبل إدخال نظام الري الدائم.

وكانت الأرض مقسمة إلى أحواض أو حياض تتراوح مساحتها بين 500 إلى 3000 فدان ،وأدى تقسيم الأرض إلى أحواض ، إلى فكرة عمل وإنشاء جسور طولية،اتجاهها موازي لإتجاه مجرى النيل ،واصطلح على تسميتها بأسم الطرايد، ومفردها طراد وتسمى أيضا جسور النيل،وجسور أخرى عمودية عليها ،وعلى اتجاه مجري النيل ، تمتد من حضيض الهضبة في الوادي تنتهي إلى جسر الطراد و تسمى بأسم الصلايب لتعامدها عليه ،وكان لكل حوض قناة خاصة لها ، قنطرة حجز عند مأخذها،بالإضافة إلى قنطرة أخرى تتحكم في المياه التي تخرج من الحوض،لتصرف إلى النيل ،أو إلى الصحراء ،أو إلي حوض آخر.

وكانت هذه القناطر تفتح لري الأحواض في الأسبوع الثاني من أغسطس ، وتظل المياه في الأحواض حتى تتشبع التربة بالرطوبة ،وتتوفر مياه جوفية يمكن الاستفادة منها عن طريق حفر آبار ضحلة لري بعض المحاصيل الشتوية التي تحتاج إلى الري ،أو لزراعة بعض المحاصيل الصيفية مثل الذرة ،ولم يكن نظام الري الحوضي متطورا في جميع جهات الصعيد فقط ، بل كان يمتد الى الدلتا خاصة في الأجزاء الجنوبية منها ،ولم يكن الفلاحون  يزرعون سوى محصول واحد في السنة معظمه من الحبوب .
  

الري في عهد محمد على :  

حاز نظام الري في مصر اهتمام معظم السلاطين والملوك والحكام أبّان العصور الإسلامية،وإيماناًمنهم بضرورة وأهمية الزراعة في إحداث الاستقرار الاقتصادي، والسياسي ، والاجتماعي ، وبدأت إرهاصات الاهتمام بالري في مصر أثناء وجود الحملة الفرنسية ،واقترحوا مشروعات عديدة لإصلاح حالة ومنظومة الري لمصر الزراعية كإصلاح نظام الري ،وأسلوبه،وتعميم الري الصيفي بالدلتا ، وإنشاء الترع و إقامة قناطر عند راس الدلتا.  

وعندما تولي محمد علي حكم مصر وفّكر في الإصلاح الزراعي استعان بعلماء فرنسيين منهم "موجيل" و " لينان دي بلفون"، واستفادت مصر في عهد محمد علي من البعثات التي أرسلها إلى أوربا ، إذ عادت بالنفع العام على البلاد ، وكانت ضمن عوامل التمدن الحديثة بصفة عامة  والري بصفة خاصة ،وتنقسم ثورة الري الدائم في عهد محمد علي الى مرحلتين أساسيتين أولاهما مرحلة الترع بلا قناطر، وثانيهما مرحلة قناطر الرفع ، وقد بدأت المرحلة الأولى قبل عام 1820م بتجربة الرفع الآلي المباشر لمياه الري ، فقد حاول محمد علي للحصول على محاصيل صيفية بتوفير المياه الصيفية عن طريق الرفع الميكانيكي ، من الترع النيلية المنخفضة الى الحقول مباشرة . 

وذلك بالآلات الزراعية ىالتقليدية من سواقي وشواديف ، لكن هذه التجربة فشلت بعد قليل لأنها عملية شاقة و باهظة التكاليف ، وبين عامي 1820-1825 م بدأت محاولة خفض الترع عند رؤوسها في الدلتا ، حتى يمكن لمياه الصيف المنخفضة أن تدخلها حتى يتوفر الري على طول هذه االترع . غير أن هذه المحاولة فشلت هي الأخرى ، حيث استمرت الحاجة الى رفع الماء بكل صعوباتها ونفقاتها ، ومن ناحية أُخرى وهذاهو الاسوء كانت الترع تطمي باستمرار ، فكان لابد من تطهيرها بلا انقطاع ، وبالتالي لزم جيش كامل من عمال السخرة لعملية التطهير كل عام . 

وبين عامى 1825 – 1843م،بدأت تجربة رفع مستوى الماء بالمنظمات  Regulators  ، فقد أقيمت مجموعات عديدة من المنظمات عبر ترع الدلتا على طول امتداداتها ، غير أن الإطماء عاد من جديد ليخنق قطاعات الترع ، ويقلل حجم الماء الداخل إليها ،ومرة ثانية كان الحل الوحيد التطهير بجيش من السخرة قوامه 400 ألف لمدة 4 شهور كل سنة ،وفى محاولة أخرى فى الثلاثينات من القرن التاسع عشر جرى سد فرع رشيد أثناء التحاريق بسد من الحجارة ، لكى يرتفع مستوى الماء فى فرع دمياط الذى تأخذ معظم ترع الدلتا مياه الرى منه. 

وقد استمرت تجارب هذا النظام وذاك إلى أن بدء العمل فى إنشاء القناطر الخيرية ، لتبدأ مرحلة قناطرالرفع ، وهى المرحلة الأساسية الثانية فى التحول إلى الرى الدائم ، ولكنها قد تعد عملياً البداية الحقيقية لانقلاب الرى ،ولا تختلف المرحلة الجديدة جوهرياً عن المرحلة السابقة ، من حيث أنها تعتمد مثلها على مياه الصيف المتاحة وحدها دون أى تخزين وإنما بالرفع المؤقت ، ولكن الجديد كان الرفع بالقناطر الهندسية الثابتة الدائمة ، وهو ما بدأ مع بناء القناطر الخيرية عند رأس الدلتا ، أو بالدقة إلى أن بدأت هذه القناطر تعمل بكفاءة معقولة. 

الري في عهد الخديوى إسماعيل :  

كان من أول ما اهتم به هو العمل على إنماء ثروة مصر الزراعية بتوفير وسائل الري ، فكان لهذه الوسائل الفضل الكبير في زيادة انتاج الأرض المزروعة ، وإحياء موات الأراضي القابلة للزراعة ، فشق كثيرا من الترع في الوجه البحري والوجه القبلي ، وبلغ عدد ما حُفر أو أُصلح في عهده نحو اثنى عشر ومائة ترعة وأهمهم على الإطلاق الترعة الإبراهيمية و الترعة الإسماعيلية .

الترعة الإبراهيمية :

هي أعظم الترع التي أُنشأت في عهد الخديو إسماعيل ، وتُعّد من أعظم منشات الري في العالم قاطبة ، تأخذ مياها من النيل عند  أسيوط  ، وتنتهي عند أشمنت بمديرية بني سويف ، ويبلغ طولها 267  كيلو متر وهذا يدل على عظم شانها ، واتساع مداها ، وهي تروى مديريات أسيوط والمنيا وبني سويف .نشأتها : لمّا وضع الخديو إسماعيل  سنة 1279هـ - 1862م يده على أراضي الفيوم ، أراد أن يجعل هذه الأراضي تزرع صيفا ، فرأى أن يجعل بحر يوسف الذي هو المنبع الوحيد لتوارد المياه لإقليم الفيوم يتناول المياه من النيل ، في جميع فصول السنة بدرجة كافية .

ولأجل الوصول إلى غايته من غير إبطاء ، رأى أخيراً ان يوصله بالترعة المنفلوطية ، التي كانت قديما ترعة نيليه معدة في الاتصال لإعطاء المياه مدة النيل ، لحوضي المحرق  بواسطة ترع التفرع منها للحوضين المذكورين ، كي يجعل فمه الجديد أطول من ذي قبل ، فيأخذ مياهه من قبلي أي من مياه منسوبها أرقى منها عند فمه الأصلي . وعليه عُملت هذه الوصلة وصار تعميق الفم الجديد مع تعميق المجرى الأصلي لبحر يوسف ، ولم يكد يتم هذا العمل حتى وضع الخديو إسماعيل يده على مساحة عظيمة من الأرض ،  يبلغ  زمامها  233323  فدان  واقعة  شمال  مدينة أسيوط  ، على مسافة 295 كيلو بطول الترعة الإبراهيمية . 

وجاءت الفكرة  بعمل ترعة صيفية ، تسقى منها هذه الأراضي الواسعة  مع ما يتبعها من الأراضي الواقعة بإقليم الفيوم صيفا ، وعندها أمر الخديو إسماعيل بهجت باشا المهندس الذي كان في ذلك الوقت مفتشا لعموم الوجه القبلي ، بفحص هذا المشروع ، وأن يعمل لذلك تصميما يفي بالغرض المقصود ، وكان ذلك في 1280 هـ  /  1863 م ،فلبي بهجت باشا الأمر، وعملت التصميمات والرسومات اللأزمة في أعمال الحفر ، وبدأ الشروع في الحفر 1284هـ /  1867 م ، وكان مقدار أنفار العونة التي تشتغل في هذا العمل من مديريات قنا و جرجا وأسيوط يزيد عن مائة ألف نفس . 

واستمرت هذه الأشغال لمدة ستة سنوات حتى سنة 1289هـ / 1872م ، وكان يتم العمل فيها كل سنة مرتين ، شهرين في فصل الشتاء ، ومثلها في فصل الصيف ، أما الشتاء فهما بالقبطي طوبة وأمشير الموافقين يناير وفبراير ، وأشهر الصيف فهما بشنس وبؤنة الموافقين مايو ويونيه. 

أهمية ترعة الإبراهيمية : 

ترجع أهمية ترعة الإبراهيمية إلى أنها كانت سببا مباشرا في تحويل مصر الوسطى إلى ري مستديم في عهد الخديو اسماعيل سنة 1290هـ - 1873م ، بمباشرة بهجت باشا مفتش عموم ري الوجه القبلي ، ومحمد سلامة باشا الذي حل محله فيما بعد ، وأصبحت الترعة الإبراهيمية هي الدعامة التي ارتكز عليها نظام الري في أقاليم مصر الوسطى ، وتعتبر أطول ترعة في مصر والعالم .

بحــر يوسف : 

يذكر جلال الدين السيوطي عن بحر يوسف ما نصه " للنيل ثماني خلجانات ، خليج الإسكندرية ، وخليج دمياط ، وخليج منف ، المنهى حفره يوسف عليه السلام  وسمى بحر يوسف ،وخليج أشمون طناح ، وخليج سردوس حفره هامان لفرعون ، وخليج سخا ، وخليج حفره عمرو بن العاص زمن عمر بن الخطاب " ،هذا وفم بحر يوسف القديم موقعه من النيل عند ناحية مسارة الواقعة قبلي قناطر ديروط بنحو خمسة كيلومترات ، ولا زالت آثار جسوره ومجراه القديم موجودين و لما عملت الترعة الإبراهيمية وعمل بها قناطر التقسيم بديروط جعل فم البحر المذكور منها .

وطول بحر يوسف حوالي 316 كيلومتر من فمه الحالي أي من ديروط إلى قنطرة اللاهون ، وهو ذو منحنيات كثيرة كبيرة وصغيرة ، وبه سرعة عظيمة للمياه وهذا السببان هما اللذان جعلا هذا الفرع العظيم لا ترسب به رسوب فهو لا يطهر مطلقا. 

فكرة إنشاء قناطر ديروط : 

إذا كانت الجسور بأنواعها هي الوسيلة الوحيدة التي كانت مستعملة منذ القدم وحتى بدايات القرن التاسع عشر الميلادي لوقاية مصر من الفيضان ،إلا أنه كان لابد من التفكير في مشاريع أخرى لضبط النيل والاستفادة من موارده المائية ، وكان من بين هذه المشاريع إنشاء القناطر الصناعية ،وتُعّد القناطر أهم منشات الري الصناعية المائية التي استخدمت لضبط النهر والترع ، للإفادة من مياهها في الري سواء أكان بالحجزاو الحبس ، ويتم ذلك برفع منسوب المياه أمامها ، أو تكوين برك صناعية و التحكم في حجم هذه المياه ، فيما يعرف باسم" التصرف " من خلال عمل موازنات عن طريق فتحات معقودة Vents ، مركب عليها بوابات حديدية تفتح وتغلق حسب الحاجة . 

وقد بنيت القناطر لهذا الغرض في جميع عصور التاريخ المصري ، وحدث لها تطور هائل في عصر أسرة محمد علي ، وتتخذ فتحاتها هيئة سلسلة من العقود المتتالية ذات قطاعات مختلفة ، منها المدبب ، والنصف دائري ، والمستقيم ، والموتور ، ويستخدم بدنها كوبري أو معبر يمر الناس والدواب من فوقه ، ويستخدم أيضاً للربط  بين طريقين أو ضفتين. 

قناطر التقسيم بديروط على الترعة الإبراهيمية : 

اقيمت على ترعة الإبراهيمية عدة قناطرهي قناطر التقسيم بديروط عند تقطاع الترعة وبحر يوسف ، وقناطر المنيا ومطاي ، ومغاغة وببا ، وأعظمها شانا هي قناطر التقسيم التي أقيمت عند ديروط على بعد 60 كيلومتر من فم الترعة ، وهي مجموعة قناطر عدة متصلة بعضها ببعض ، ومشيدة بشكل هندسي بديع ، توزع كل منها المياه على فرع من الفروع الاخذة من الترعة .

المهندس المصمم للقناطر : 

هذه القناطر من تصميم المهندس بهجت باشا علي إذ كان مفتشاً لهندسة الوجه القبلي ، وكان العمل على يد المهندس سلامة باشا ابراهيم ، حيث كان وقتئذ مفتشا لعموم الوجه القبلي ونقل عقب ذلك إلى تفتيش عموم بحري ،وخلفه المهندس سعادة إسماعيل باشا محمد والذي تولى رئيس مجلس شورى القوانين ، ومن المهندسين الذين كانوا يلاحظون أعمال الحفر والبناء فيها محمد بك أبو السعود ، يوسف بك الحكيم ، رجب بك سري ، احمد بك سعيد ، على بك برهان ، محمد بك فهمي ، حسن بك وصفي . 

تاريخ الإنشاء : 

كان الشروع في تحضير أدوات العمل بالقناطر سنة 1285هـ / 1868 م ، وبدء العمل في عام 1286هـ  / 1869م ، وكان إتمام البناء في سنة 1288هـ  / 1872 م ، طبقاً لما جاء باللوحة التأسيسية للقناطر . 

الوصف المعماري : 

عبارة عن خمسة قناطر مركبة على الترعة الإبراهيمية  ، ومنصبة بعضها في بعض بواسطة الأرصفة من أمام  ، وكل قنطرة من هذه القناطر على فرع مخصوص . 

الأولى قنطرة الترعة الإبراهيمية : 

وهي على الترعة الإبراهيمية بالناحية الشرقية من القناطر بطول 46م وعرض ظهرها  10.5 ، وهي تتكون من سبعة عيون  معقودة بعقود نصف دائرية ، اتساع كل عين منها 3م  ، ويفصل  فتحات العيون عن بعضها البعض أمام المنشأ ستة بغال ، أو دعامات ، على هيئة عقود مدبب مبنية من الحجر، اتساعها 1.85م ،وتبرز عن جسم القنطرة بحوالي 4م ، يوجد بينها ممشى خرساني طوله 3.5م  ، وعرضه 1 م ، و للقنطرة فرش يبلغ سمكه  2.30  م منها 1.5 خرسانة ، و طوله  40 متر وعرضه 40 متر ، ويبلغ ارتفاع البناء من ظهر الفرش لمبدأ رجل العقد 8.20م ، وسمك العقد عند المفتاح 0.60 ، ودكة ظهر القنطرة 0.50 طوب ، وفوق ذلك 0.40 من التراب . 

ويوجد الهويس الملاحي الخاص بتلك القنطرة بالناحية الشرقية منها ، حيث يبلغ اتساعه  8.5 م و طوله بين البابين 35  م وللهويس فرش طوله 66م و عرضه 16 م ، ويتم النزول الى الهويس عن طريق سلالم حجرية على جانبي  ظهر القنطرة ، ويتم فتح و إغلاق البوابات الحديدية  بواسطة سلاسل حديدية سميكة ، تدار ميكانيكا عن طريق دروند مقام على قضبان حديدية لها قوائم معدنية مضلعة مركبة على ظهر البغال .

ويوجد بجسم البغال مجرى للبوابات بعضها اساسية للتحكم في سير المياه ، وأخرى فرعية لإجراء عمليات الصيانة للبوابات ، أما الجزء الخاص خلف المنشأ لا يوجد بغال اودعامات وإنما يوجد ما يسمى بالهدار ، وهو منشأ صناعي لتخفيف توازن المياه ويعمل من الكتل الحجرية ويفرش قاعه بالخرسانة .

الثانية قنطرة فم الترعة الديروطية : 

وهي على فم  الترعة الديروطية في الجزء الأوسط بين قنطرة ترعة الإبراهيمية وقنطر فم بحر يوسف ، بطول 15.5م  ، وعرض ظهرها من أعلى  حوالي 10.5 ، وهي تتكون من ثلاثة عيون معقودة بعقود نصف دائرية ، اتساع كل عين منها 3م ، ويفصل  فتحات العيون عن بعضها البعض أمام المنشأ بغلتان على هيئة عقد مدبب مبنية من الحجر، اتساعها 1.85م ، تبرز عن جسم القنطرة بحوالي 4م ، يوجد بينهما ممشى خرساني طوله 3.5م وعرضه 1م . 

وللقنطرة فرش  يبلغ سمكه 2م منها 1.5 خرسانة ، وطوله 30 متر ، وعرضه 24 متر ، ويبلغ ارتفاع البناء من ظهر الفرش لمبدأ رجل العقد 7.38م ، وسمك العقد عند المفتاح 0.60 ،ودكة ظهر القنطرة 0.50 طوب ، وفوق ذلك 0.40 من التراب ،ويتم فتح وإغلاق البوابات الحديدية بواسطة سلاسل حديدية سميكة تدار ميكانيكا ،عن طريق دروند مقام على قضبان حديدية لها قوائم معدنية مضلعة مركبة على ظهر البغال ،ويوجد بجسم البغال مجرى للبوابات بعضها أساسية للتحكم في سير المياه ،وأخرى فرعية لإجراء عمليات الصيانة للبوابات. 

وينحصر بين قنطرة الترعة الإبراهيمية و قنطرة فم الترعة الديروطية قطاع إنشائي ضخم ، عبارة عن قاعدة مبنية من الطوب الاحمر مرصوفة من أعلى بكتل حجرية تأخذ إضلاعها شكل زاوية منفرجة قدرها 170 درجة ، وطول ضلعها حوالي 13.40م، يعلوها سلم  مبني من الطوب الأحمر، يتكون من بسطة حجرية كبيرة وجناحين يبلغ عرضه حوالي 2.70م ، وتأخذ أضلاعه شكل زاوية منفرجه طول ضلعها حوالي 8.5م ، له درابزين حجري يتخلله أعمدة ارتفاعها 68سم ، وهي مثمنة الشكل ذات نهايات هرمية ، ويؤدي جناحي السلم إلى قنطرة الترعة الإبراهيمية وقنطرة فم الترعة الديروطية .

 الثالثة قنطرة فم بحر يوسف : 

وهي على فم بحر يوسف بالناحية الغربية  من القناطر بطول 35م ، وعرض ظهرها  10.5 ، وهي تتكون من خمسة عيون  معقودة بعقود نصف دائرية ، اتساع كل عين منها 3م ، ويفصل  فتحات العيون عن بعضها البعض امام المنشأ أربعة بغال على هيئة عقد مدبب مبنية من الحجر ، اتساعها 1.8م ، وتبرز عن جسم القنطرة بحوالي 4م ، يوجد بينها ممشى خرساني طوله 3.5م وعرضه 1م ، وللقنطرة فرش  يبلغ سمكه  2.30  م منها 1.5 خرسانة ، وطوله 30 متر ، وعرضه 40 متر ، ويبلغ ارتفاع البناء من ظهر الفرش لمبدأ رجل العقد  8.20  م ، وسمك العقد عند المفتاح 0.60 ، و دكة ظهر القنطرة 0.50 طوب ،  وفوق ذلك 0.40 من التراب 

ويوجد الهويس الملاحي الخاص بتلك القنطرة بالناحية الغربية ، حيث يبلغ اتساعه 8.5م  ، وطوله بين البابين 35م ، وللهويس فرش طوله 66 م ، وعرضه 16م ، ويتم النزول الى الهويس عن طريق سلالم على جانبي ظهر القنطرة ويتم فتح وإغلاق البوابات الحديدية  بواسطة سلاسل حديدية سميكة تدار ميكانيكا ، عن طريق دروند مقام على قضبان حديدية لها قوائم معدنية مضلعة مركبة على ظهر البغال ، ويوجد بجسم البغال مجرى للبوابات بعضها اساسية للتحكم في سير المياه ، وأخرى فرعية لإجراء عمليات الصيانة للبوابات ، أما الجزء الخاص خلف المنشأ لا يوجد بغال او دعامات وإنما يوجد ما يسمى  بالهدار . 

وينحصر بين قنطرة  فم الترعة الديروطية  و قنطرة فم بحر يوسف قطاع إنشائي ضخم ، عبارة عن قاعدة مبنية من الطوب الاحمر مرصوفة من أعلى بكتل حجرية  ، تأخذ إضلاعها شكل زاوية منفرجة قدرها 170 ْ وطول ضلعها حوالي  13.40 م ، يعلوها سلم  مبني من الطوب الاحمر يتكون من بسطة حجرية كبيرة و جناحين ، يبلغ عرضه حوالي 2.70م ،وتأخذ أضلاعه شكل زاوية منفرجه طول ضلعها حوالي 8.5 م ، له درابزين حجري يتخلله أعمدة ارتفاعها  68 سم .

وهي مثمنة الشكل ذات نهايات هرمية ، ويؤدي جناحي السلم إلى  قنطرة فم الترعة الديروطية و قنطرة فم بحر يوسف ، ويزين جسم القناطر الثلاثة من منطقة الأمام والخلف و كذلك أسفل درابزين السلالم كورنيش حجري بارز ، عبارة عن صف من العقود المدببة تأخذ أرجلها الشكل المدبب ، ويتوسط فتحات العيون فواصل انشائية من الحجر ، ويستخدم ظهرالقناطر كا كوبري . 

الرابعة قنطرة فم ترعة الساحل : 

تقع القنطرة بالناحية الجنوبية من قنطرة الإبراهيمية على مسافة 60 متر تقريبا وهي على فم ترعة الساحل بطول 12 م ، وعرض ظهرها  10.20 ،  وهي تتكون من عينين  معقودتين  بعقود نصف دائرية ، اتساع كل عين منها 3 م ، ويفصل  فتحات العيون عن بعضها البعض أمام المنشأ ، بغلة على هيئة عقد مدبب مبنية من الحجر ، اتساعها 1.85م ، تبرز عن جسم القنطرة بحوالي 4م ، يوجد بينها ممشى من ألواح خشبية  طولها 3.5م تقريبا . 

وللقنطرة فرش  يبلغ سمكه 2م منها 1.5 خرسانة 0.50 دكة بالطوب الأحمر ، وطوله 49 متر، وعرضه 16.5 متر ، ويبلغ ارتفاع البناء من ظهر الفرش لمبدأ رجل العقد 6.56م ، وسمك العقد عند المفتاح 0.60 ، ودكة ظهر القنطرة 0.50طوب ، وفوق ذلك 0.40 من التراب ، ويتم النزول إلى عيون القنطرة بواسطة سلالم بطرفي القنطرة .
ماكت لقناطر ديروط بالمتحف الزراعى بالقاهرة

الخامسة  قنطرة فم ترعة حوض الدلجاوى : 

تقع القنطرة بالناحية الجنوبية من قنطرة فم بحر يوسف على مسافة 50 مترتقريبا ، وهي على فم ترعة حوض الدلجاوي بطول 15.5 م ، وعرض ظهرها  9.80 م ، وهي تتكون  حاليا من ثلاثة عيون  معقودة  بعقود نصف دائرية ، واتساع كل عين منها 3م ، ويفصل  فتحات العيون عن بعضها البعض أمام المنشأ ، بغلتان على هيئة عقد مدبب مبنية من الحجر اتساعها 1.85 م ، تبرز عن جسم القنطرة بحوالي 4 م ، يوجد بينها ممشى من ألواح خشبية  طولها  3.5 م تقريبا . 

ومما هو جدير بالذكر ان العين الأولى والثانية بالناحية الجنوبية يرجعان إلى تاريخ إنشاء القناطر نفسها ، أما العين الثالثة البحرية ببغلتها  فهما يرجعان الى فترة لاحقة و ذلك عام 1935م ، وللقنطرة فرش  يبلغ سمكه 2. م منها 1.5 دكة بالدقشوم  و المونة المركبة من جزئين النصف جير والنصف الآخر حمرة  وطوله 49.20 متر وعرضه 16.5 متر ويبلغ ارتفاع البناء من ظهر الفرش لمبدأ رجل العقد 6.70 م و سمك العقد عند المفتاح 0.60 ، ودكة ظهر القنطرة 0.50 طوب وفوق ذلك 0.40 من التراب ، ويتم النزول إلى عيون القنطرة بواسطة سلالم بطرفي القنطرة . 

مواد البناء : 

جميع هذه القناطر مبنية من حجر الدستور ، والطوب الأحمر، يجمعها فرش واحد ما عدا قنطرة المصرف ، و جميع حجرها من ورشة الحيبة  في مقابلة الفشن بالبر الشرقي بمديرية المنيا ، وهو حجر جامد صلب ناعم الملمس قابل للصقل ، حيث يكون لامعا ، وكان يؤتى به مشحونا في المراكب بالنيل ، وترسى به عند ناحية نزلة عبد الله ، وعلى بعد 4 كيلو متر بحري موقع القناطر ، وبعدها كان ينقل بالسكة الحديد الموصلة من البحر إلى محل العمل ، و هذه السكة كانت قد عملت خاصة لهذا الغرض ، ثم أزيلت بعد إنهاء العمل وفي ذلك الوقت كانت لم تصل السكة الحديد الطوالي إلى أسيوط و فقط كانت لمدينة الروضة . 

تكلفة البناء : 

عمل في قناطر التقسيم مجموعة ضخمة من العمال بمختلف تخصصاتهم  ، حيث ذُكر أنه كان هناك ثمانية  آلاف نفر فاعل  ، وثمانين بنَّاء ، وسبعين نحات ، وخمسين نجار ، وكانت تكلفة البناء و الحفر مائتي ألف جنيه مصري . 

أعمال التعديل والتقوية : 

كانت تغلق عيون القناطر بعوارض من الخشب يوضع بعضها فوق بعض ولقد استبدل نصبة الدروند من الخشب وجعلها حديد بسكة حديد عام 1900، وتم سد فتحة العين الوسطى  بقنطرة فم الترعة الديروطية وذلك في اعمال 1900 – 1907 م ،وتم اضافة العين الثالثة البحرية وبغلتها بقنطرة فم ترعة حوض الدلجاوي سنة 1935م ، قامت وزارة الأشغال العمومية بأعمال تعديل و تقوية لقنطرة فم بحر يوسف 1962م وذلك  في عهد الرئيس جمال عبد الناصر. 

وتعد قناطر التقسيم من أعظم قناطر الري في الدنيا فكانت هذه القناطر ولم تزل محل إعجاب من شاهدوها من المهندسين ، الوطنيين ، والأجانب  ، مما يسجل الفخر لمهندسي مصر العظام فقد وضعوا تصميمها و تولوا إقامتها دون أن يرجعوا إلى رأي خبراء أو مستشارين من الأجانب وجاءت أية في الفن و الإبداع . 

وقد شاهدها المستر ( فولر) المهندس الإنجليزي في ذلك العهد ، وقال عنها ما معناه  يحسن بالسياح الذين يجيئون مصر لمشاهدة الآثار القديمة ان يشاهدوا الآثار الجديدة ، وهي ترعة الإبراهيمية وقناطرها ، وقد نظم الشعراء القصائد تخليداً لهذا العمل العمراني الجليل ، فما قاله في هذا الصدد السيد على أبو النصر المنفلوطي أحد شعراء ذلك العصر.
أحيت عنايات الخديوي مــلكه        
فسما بطالع سعـــــده التنظيم
وأفاد بحر النيل حسن تصرف        
حتى ارتوى بالــراحة الإقليم
وأراد ثروته فاحـــــــكم ترعة       
أبدى على عنوانــها إبراهيم
وبني بديروط القناطـر مورداً         
تقسيمهــــا قد زانه التصميم
فكأنها جبل بذروته بــــــــدت         
آثار مصــــــر حادث وقديم
وبرسم إسماعيل بعد ســـلامة         
وافى ببهجة شكلها التـــعميم
فلملك إسماعيل في إنشائــــها          
فضـــــــل يدوم لربه العظيـم
عمت منافعها فقلت مؤرخــــاُ         
أنّ القناطر نفعـــــها التقسيـم
author-img
نشأت للمعلومات التاريخية والأثرية

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent