التأثير اليونانى والرومانى :
ظهر ذلك فى فكرة
الثالوث ، حيث تزعم بطليموس الأول فى العصر اليونانى ، حركة بعث أوزوريس وإيزيس
وحورس من جديد فى شكل له صورة و ملامح إغريقية ، فجمع صورة زيوس وهاديس الإغريقيتين ،وبين صورة أوزوريس وآمون رع فى ملامح واحدة ، وخلق منهما رباً مشتركاً اشتق اسمه من
أوزوريس أبيس العجل المقدس ليتحول إلى سيرابيس ، ومع سيرابيس ظهرت إيزيس
الهللينستية فى الزى الإغريقى ، جالسة على العرش ترضع طفلها الذى عُرف باسم
هربوقراطيس ،وهكذا ظهر الثالوث السكندرى الهلينستى بصورة جذابة لشعوب البحر
المتوسط ، وأصبحت الإسكندرية هى مقر الثالوث الجديد .
ويرى السيد والس بدج " wallis Budge " أنّ الشهداء الأقباط وتاريخ الكنيسة فى القرون الأولى ، يوضّحان كيفية استخدام المصريين الروح الميتافيزيقية ، وأسلوب التعامل مع المصطلحات اللاهوتية اليونانية أو اللاتينية ، حيث حاولوا التعبير عن أفكارهم ذات الصلة بالرب ، وتجسيد فكرة الثالوث فاضطروا إلى الاستعانة بالكلمات اليونانية لعدم قدرة اللغة على التعبير عن أفكارهم اللاهوتية .
وقد ظلت الإسكندرية هى المركز الرئيس للتأثيرات الإغريقية فى القرون الثلاثة الأولى الميلادية،وكانت أكبر مركز للفن الهلينستى خاصة التصوير، وظهرت الشخصيات الميثيولوجية الإغريقية فى الفن القبطى مثل سيرس " Ceres"، وساترن " Saturn"، وسيبل " Cybele"،وفينوس" Venus"، ودافن " Daphne "، وأورفيوس " Orpheus " ، وهربوكراتيس (Heru-p-khart) أو (Harpocrates) هو الوجه الأخر لحورس فى العصر اليوناني ، وكان يمثل أحياناً على هيئة المحارب الراجل أو الفارس، يقذف رمحه نحو عدوه الذى يبدو أحياناً فى هيئة التمساح من تحته .
وقد انتقلت مشاهد حورس إلى الغرب عن طريق الفن الهللينستى، واستمر تصوير هذه الأسطورة فى الفن القبطى حيث ظهر القديس مارجرجس يقضى على التنين أوالأفعى ، كما ظهر القديسون المحاربون فى المنظر نفسه مثل القديس تادرس المشرقى ومار مينا العجائبى ، والقديس مار بقطر شو ، ومار بقطر بن رومانيوس .
ومن التأثيرات اليونانية أيضاً الأسد الذى ارتبط بالإله " أبوللو"، و" أرتيمس "، و" سيسييل "، و" ديونيسيوس"، وارتبط بفورتونا إلهة الحظ عند الرومان ، وتذكر الأساطير فى كتب التاريخ الطبيعى أنّ الأشبال تولد ميتة لا حراك بها ، وتبدأ الحركة بعد ولادتها بثلاث أيام عندما تبدأ التنفس ، ومن هنا أصبح الأسد مرتبط بالقيامة ، ويُرمز به إلى المسيح ، وأحياناً يرمز الأسد إلى الشيطان كما فى مزمور (9: 13) " على الأسد والصل تطأ " وهذا يدل على انتصار المسيح على الشيطان .
ومن الحيوانات التى ظهرت فى تصاوير الأيقونات الحية، التى كانت رمزا للأله إسكليبيوس فى العصر اليونانى، حيث كانت واهبة الصحة، ولم تكن عصا الإله هيرميس إلا عبارة عن حيتين ملفوفتين على عصا ، وكان للسمكة دور كبير فى التصوير القبطى خاصة، والفن القبطى عامة، فقد انتشر استخدام السمكة فى الفن اليونانى الرومانى، ففى الفن اليونانى كانت السمكة من خواص الألهة " أفروديتى " ، للتعبير عن خصوبة البحر الذى ولدت منه هذه الألهة ، وكان من الطبيعى تصوير السمكة مع الأله " بوسيدون " إله البحر ، وفى عبادة أدونيس كانت السمكة بمثابة قربان يُقَدَم للموتى ، كما ارتبطت فى الفن الرومانى بالفن الجنائزى إذ عبّرت عن الحياة الجديدة بعد الموت ، وصُوّرت مع الإله " نبتون " إله البحر عند الرومان .
ومن النباتات والزهور التى ظهرت فى صور الأيقونات، وظهرت من قبل فى العصر اليونانى الرومانى " الكرمة " أو شجرة العنب التى كانت فى الفن اليونانى - الرومانى رمزاً " لديونيسوس / باخوس "، كما كانت من خواص الإله أبوللو ، وسعف النخيل ، حيث اتخذ اليونانيون والرومان من النخيل رمزاً وشعاراً لفلسطين وللبلاد المجاورة ، فبعد أن ضم الرومان فلسطين إلى سلطانهم قاموا بسك النقود ،وعليها صورة نخلة رمزاً لفلسطين ، وأوراقها رمزاً للنصر، ولفرش الطريق أمام المنتصرين .
وقد ظهر هذا التأثير فى منظر دخول المسيح إلى أورشليم ،واستقبال أهالى أورشليم له بالسعف ، كذلك نبات الغار فى شكل إكليل الغار معلق حول صليب المسيح، حيث كانت شجرة الغار Laurus)) مكرسة لعبادة إله الشمس أبوللو ،وأسطورة تحول الحورية " دافنى " إلى شجرة غار التى مثلت لها وسيلة النجاة .
كما كانت مكرسة أيضاً للإله " ديونيسوس " و" جوبيتر"، وكان إكليل الغار رمزاً للنصر، فقد كان من أهم خواص الإلهة " نيكى " إلهة النصر هو تزيين رأسها بإكليل الغار ، وكثيراً ما صُور على رءوس الأباطرة الرومان المنتصرين، والذين اتخذوا من هذا الإكليل رمزاً للنصر والسلام ، كما اعتقدوا قديماً أنّ أوراق الغار لها القدرة على تطهير الروح من الذنوب .
أيضاً زهرة الزنبق التى ظهرت ملازمة للعذراء فى البشارة ، ويحملها الملاك غبريال فى يده فى أيقونات العذراء تحمل المسيح الطفل ،وقد كان لزهرة الزنبق فى الفن اليونانى أسطورة خاصة ، حيث تشير الأسطورة أنّ الزنابق نمت وترعرعت من خلال لبن الألهة " هيرا "،الذى سقط على الأرض فى شكل قطرات ،فقد اعتقد اليونانيون كأسلافهم المصريين أنّ هذا النبات هو نبات إلهى ،ومن هنا اكتسب هذا النبات أهميته عند الأقباط خاصة ، والمسيحيين عامة .
ومن التأثيرات اليونانية استخدام الكتابة اليونانية ، التي ظهرت على التصوير القبطى في القرون الأولى ،ومن التأثيرات الهللينستية والرومانية المصاحبة للموضوع استخدام الفنان للكتابة على الصور الجدارية ، فهو أسلوب رومانى ازدهر خلال العصر الإمبراطورى ، وإن كان له أصل مصرى قديم ، لذلك لجأ الفنان القبطى إلى استخدام أسماء الشخصيات المصورة،باللغة العربية ، والقبطية ، وكتابة بعض النصوص الدينية والتعريف بالموضوع ، واسم الفنان والتاريخ .
كما تأثر الفنان القبطى بالملابس الرومانية سواء الدينية أو العسكرية ،وذلك فى صور القديسين الفرسان ، من حيث الشكل واللون وطريقة المحاكاة فضلاً عن صور كثير من الأسلحة من دروع ورماح ، تحمل الطابع الرومانى فى كثير من الصور .
ومن التأثيرات الهلنستية أيضاً الإيحاء الخطى،وهو الإيحاء بالتأثيرات الطبيعية غير الظاهرة للمشاهد، فإنّه يشعر بوجودها من خلال تأثيرها على الأشكال المصورة ، مثل حركة الرداء المتأثرة بحركة الرياح المعاكسة ، وهى الخاصية التى يطلق عليها المنظور الفراغى أو الإيحاء بالفراغ ، وظهر ذلك في صور القديسين الفرسان فى العباءة الخارجية التى تطير فى الهواء خلف كل قديس .
ويرى السيد والس بدج " wallis Budge " أنّ الشهداء الأقباط وتاريخ الكنيسة فى القرون الأولى ، يوضّحان كيفية استخدام المصريين الروح الميتافيزيقية ، وأسلوب التعامل مع المصطلحات اللاهوتية اليونانية أو اللاتينية ، حيث حاولوا التعبير عن أفكارهم ذات الصلة بالرب ، وتجسيد فكرة الثالوث فاضطروا إلى الاستعانة بالكلمات اليونانية لعدم قدرة اللغة على التعبير عن أفكارهم اللاهوتية .
وقد ظلت الإسكندرية هى المركز الرئيس للتأثيرات الإغريقية فى القرون الثلاثة الأولى الميلادية،وكانت أكبر مركز للفن الهلينستى خاصة التصوير، وظهرت الشخصيات الميثيولوجية الإغريقية فى الفن القبطى مثل سيرس " Ceres"، وساترن " Saturn"، وسيبل " Cybele"،وفينوس" Venus"، ودافن " Daphne "، وأورفيوس " Orpheus " ، وهربوكراتيس (Heru-p-khart) أو (Harpocrates) هو الوجه الأخر لحورس فى العصر اليوناني ، وكان يمثل أحياناً على هيئة المحارب الراجل أو الفارس، يقذف رمحه نحو عدوه الذى يبدو أحياناً فى هيئة التمساح من تحته .
وقد انتقلت مشاهد حورس إلى الغرب عن طريق الفن الهللينستى، واستمر تصوير هذه الأسطورة فى الفن القبطى حيث ظهر القديس مارجرجس يقضى على التنين أوالأفعى ، كما ظهر القديسون المحاربون فى المنظر نفسه مثل القديس تادرس المشرقى ومار مينا العجائبى ، والقديس مار بقطر شو ، ومار بقطر بن رومانيوس .
ومن التأثيرات اليونانية أيضاً الأسد الذى ارتبط بالإله " أبوللو"، و" أرتيمس "، و" سيسييل "، و" ديونيسيوس"، وارتبط بفورتونا إلهة الحظ عند الرومان ، وتذكر الأساطير فى كتب التاريخ الطبيعى أنّ الأشبال تولد ميتة لا حراك بها ، وتبدأ الحركة بعد ولادتها بثلاث أيام عندما تبدأ التنفس ، ومن هنا أصبح الأسد مرتبط بالقيامة ، ويُرمز به إلى المسيح ، وأحياناً يرمز الأسد إلى الشيطان كما فى مزمور (9: 13) " على الأسد والصل تطأ " وهذا يدل على انتصار المسيح على الشيطان .
ومن الحيوانات التى ظهرت فى تصاوير الأيقونات الحية، التى كانت رمزا للأله إسكليبيوس فى العصر اليونانى، حيث كانت واهبة الصحة، ولم تكن عصا الإله هيرميس إلا عبارة عن حيتين ملفوفتين على عصا ، وكان للسمكة دور كبير فى التصوير القبطى خاصة، والفن القبطى عامة، فقد انتشر استخدام السمكة فى الفن اليونانى الرومانى، ففى الفن اليونانى كانت السمكة من خواص الألهة " أفروديتى " ، للتعبير عن خصوبة البحر الذى ولدت منه هذه الألهة ، وكان من الطبيعى تصوير السمكة مع الأله " بوسيدون " إله البحر ، وفى عبادة أدونيس كانت السمكة بمثابة قربان يُقَدَم للموتى ، كما ارتبطت فى الفن الرومانى بالفن الجنائزى إذ عبّرت عن الحياة الجديدة بعد الموت ، وصُوّرت مع الإله " نبتون " إله البحر عند الرومان .
ومن النباتات والزهور التى ظهرت فى صور الأيقونات، وظهرت من قبل فى العصر اليونانى الرومانى " الكرمة " أو شجرة العنب التى كانت فى الفن اليونانى - الرومانى رمزاً " لديونيسوس / باخوس "، كما كانت من خواص الإله أبوللو ، وسعف النخيل ، حيث اتخذ اليونانيون والرومان من النخيل رمزاً وشعاراً لفلسطين وللبلاد المجاورة ، فبعد أن ضم الرومان فلسطين إلى سلطانهم قاموا بسك النقود ،وعليها صورة نخلة رمزاً لفلسطين ، وأوراقها رمزاً للنصر، ولفرش الطريق أمام المنتصرين .
وقد ظهر هذا التأثير فى منظر دخول المسيح إلى أورشليم ،واستقبال أهالى أورشليم له بالسعف ، كذلك نبات الغار فى شكل إكليل الغار معلق حول صليب المسيح، حيث كانت شجرة الغار Laurus)) مكرسة لعبادة إله الشمس أبوللو ،وأسطورة تحول الحورية " دافنى " إلى شجرة غار التى مثلت لها وسيلة النجاة .
كما كانت مكرسة أيضاً للإله " ديونيسوس " و" جوبيتر"، وكان إكليل الغار رمزاً للنصر، فقد كان من أهم خواص الإلهة " نيكى " إلهة النصر هو تزيين رأسها بإكليل الغار ، وكثيراً ما صُور على رءوس الأباطرة الرومان المنتصرين، والذين اتخذوا من هذا الإكليل رمزاً للنصر والسلام ، كما اعتقدوا قديماً أنّ أوراق الغار لها القدرة على تطهير الروح من الذنوب .
أيضاً زهرة الزنبق التى ظهرت ملازمة للعذراء فى البشارة ، ويحملها الملاك غبريال فى يده فى أيقونات العذراء تحمل المسيح الطفل ،وقد كان لزهرة الزنبق فى الفن اليونانى أسطورة خاصة ، حيث تشير الأسطورة أنّ الزنابق نمت وترعرعت من خلال لبن الألهة " هيرا "،الذى سقط على الأرض فى شكل قطرات ،فقد اعتقد اليونانيون كأسلافهم المصريين أنّ هذا النبات هو نبات إلهى ،ومن هنا اكتسب هذا النبات أهميته عند الأقباط خاصة ، والمسيحيين عامة .
ومن التأثيرات اليونانية استخدام الكتابة اليونانية ، التي ظهرت على التصوير القبطى في القرون الأولى ،ومن التأثيرات الهللينستية والرومانية المصاحبة للموضوع استخدام الفنان للكتابة على الصور الجدارية ، فهو أسلوب رومانى ازدهر خلال العصر الإمبراطورى ، وإن كان له أصل مصرى قديم ، لذلك لجأ الفنان القبطى إلى استخدام أسماء الشخصيات المصورة،باللغة العربية ، والقبطية ، وكتابة بعض النصوص الدينية والتعريف بالموضوع ، واسم الفنان والتاريخ .
كما تأثر الفنان القبطى بالملابس الرومانية سواء الدينية أو العسكرية ،وذلك فى صور القديسين الفرسان ، من حيث الشكل واللون وطريقة المحاكاة فضلاً عن صور كثير من الأسلحة من دروع ورماح ، تحمل الطابع الرومانى فى كثير من الصور .
ومن التأثيرات الهلنستية أيضاً الإيحاء الخطى،وهو الإيحاء بالتأثيرات الطبيعية غير الظاهرة للمشاهد، فإنّه يشعر بوجودها من خلال تأثيرها على الأشكال المصورة ، مثل حركة الرداء المتأثرة بحركة الرياح المعاكسة ، وهى الخاصية التى يطلق عليها المنظور الفراغى أو الإيحاء بالفراغ ، وظهر ذلك في صور القديسين الفرسان فى العباءة الخارجية التى تطير فى الهواء خلف كل قديس .
التأثير البيزنطى :
تبدو التأثيرات الفنية البيزنطية واضحة فى طريقة الرسم فى صفوف متوازية ، حيث يظهر أشخاص الصف الأول بكاملهم ، وتظهر الأيدى والرءوس فقط فى أشخاص الصف الثانى خلف الأول ، كما ظهر التأثير البيزنطى فى رسم الأشخاص بخطوط قوية فى وضع المواجهة وأعين لوزية .وظهر كذلك فى زخارف الدوائر والمضلعات المنتظمة التى تتصل ببعضها البعض ، كما رسم الفنان الهلال الذى كان رمزاً للسيادة عند قدماء الإغريق والرومان والبيزنطيين ، وشعار مدينة تانيس عاصمة المملكة المصرية فى عهد الملك مينا رأس الأسرة المصرية هلالاً ونجمتين ، وبعض الأقاليم هلالاً وثلاث نجوم أوهلالاً ونجمة واحدة، وكان الهلال رمزاً للحياة المتجددة والنجمة رمزاً للحلم والوداعة .
وكان رسمهما معاً عند مسيحيى الإسكندرية رمزاً للسعادة ، وقد كان للألهة " ديانا " هلال فوق جبهتها رمزاً للقمر، واتخذها البيزنطيون شعاراً لمدينتهم بيزنطة ، وذكر البعض أنّ الخلفاء العباسيين كانوا يضعون هلالاً من النحاس المذهب على رأس علمهم الأسود ، كما ذكر أنّ الفاطميين كان لهم علمان ، وهما رمحان برأسيهما هلالان .
التأثيرالإسلامي :
بدأت التأثيرات تظهر تدريجياً فى التصوير القبطى منذ القرن السابع الميلادى وحتى القرن الحادى عشر ، خلال العصر الإسلامى حيث ازدهرت وانتشرت تلك التأثيرات ، ومن هذه التأثيرات أشكال الفستونات التى ظهرت بالهيكل الهندسى للشرقية فى التصاوير القبطية ، فقد ظهرت زخرفة الفستونات وهى عبارة عن أقواس متصلة تحيط بالوحدات الزخرفية فى الخزف الطولونى ، والفاطمى ذى البريق المعدنى بتأثير من خزف سامراء ،وكانت شائعة فى الخزف الإيرانى ذى البريق المعدنى فى القرنين الثالث والرابع الهجريين / التاسع والعاشر الميلاديين .كما ظهر التأثير الإسلامى أيضاً فى العيون اللوزية الواسعة ، وهى من السمات الرئيسة فى أشكال العيون على الخزف الفاطمى ذى البريق المعدنى ، كذلك نجد التأثير الإسلامى فى زخرفة نهايات القوائم للكراسى التى تشبه الرمانة أوالجوسق الذى يعلو المنابر ونهايات المآذن ، وزخارف القوائم تشبه زخرفة الميمة التى ظهرت فى العصر العثمانى .
واستخدم الأقباط الكتابة العربية على الآثار فى العصر الإسلامى وخاصة المنقولة ومنها الأيقونات ، التى كانت تحتوى على بعض الألقاب ، و بعض مسميات الوظائف ، بها بعض الألفاظ التى ظهرت فى الفنون الإسلامية ، مثل " وقف مؤبد " ، " حبس مخلد " ، " برسم بيعت " ، واستخدام الكثير من الألقاب التى ظهرت فى العصر الإسلامى مثل الشهيد ، والأمير ، والحقير ، والحاج والحاجة ، والسيد ، والعبد .
وتأثر بالتصوير الإسلامى وخاصة صور المخطوطات ، التى جاءت تخلو من بعض المقاييس الفنية ، التى ظهرت فى فن عصر النهضة بأوربا والفن الحديث ، والتى منها مراعاة قواعد المنظور أو البعد الثالث ومراعاة الظل والنور ، مما يؤدى إلى اظهار العمق والتجسيم فى رسوم الأشخاص ، والحيوان ، والطير ، وغيرها من العناصر فى الصورة ، فقد ابتعد الفنان المسلم لعدة قرون طويلة عن كل المعايير الفنية ، فلجأ إلى التسطيح ومنظور عين الطائر ، والألوان الزاهية البراقة ، والطابع الزخرفى ، والبعد عن تمثيل الواقع .
كما ظهرت التأثيرات الإسلامية خاصة التركية مثل أشكال الزهور والتفريعات المزهرة والمراوح النخيلية والسروفى صور الأيقونات ، ومن حيث رسم النباتات المتناثرة والتسطح وقلة الأشخاص ورسم أشجار السرو والنخيل . كذلك ظهر الهلال ، حيث عرف الهلال أيضاً فى الفنون الإسلامية ، فقد استخدم فى زخرفة كسوة الكعبة ، التى كان الفاطميون يعدونها خصيصاً لها ، كما استخدم هذا الشكل كعنصر تشكيلى ، حيث شكلت قطع الياقوت الأحمر على شكل هلال ، لتوضع خصيصاً فى وجه فرس الخليفة ،عند ركوبه فى الحفلات والمواكب ،وكانت تعرف بالحافر، كما كان الهلال يتوج رءوس الرماح التى تحمل الرايات .
ومن الزخارف النادرة التى ظهرت ، زخرفة كف اليد، وقد عرف فى العصر الإسلامى بالخميسة، وكف اليد عند المسلمين بصفة عامة يمثل اليد المبسوطة، التى تدعو بالخير أثناء الصلاة ، وكذلك اليد التى تعنى الكرم والفضل ، وأثناء تواجد الفاطميين فى بلاد المغرب تم تفسير كف اليد ،على أن المقصود به هو الإشارة بالإبهام إلى سيدنا محمد، والأصابع الأربع الأخرى لعلى وفاطمة والحسن والحسين .
ويذكر عدد من المستشرقين أمثال (Angela Fisher) أن اليد التى عرفت باسم يد فاطمة أو الخميسة، قد ظهرت منذ العصر الفاطمى بشكل واضح فى الفن الإسلامى المغربى ، وهناك من يرى أنّ أصلها يهودي وليست فاطمية، وهناك من يرى أن الخميسة الذهبية لا زالت تمثل تراث إسلامى مغربى ، حيث أن المرأة المتزوجة المغربية حتى اليوم، يجب أن تضع " بروش " فى شكل خميسة على صدرها ، حتى يقيها شر الحسد.
وقد انتقلت الخميسة من بلاد المغرب إلى بلاد الشام، وعرفت باسم المخمس، كما انتقلت لبلاد الأندلس، حيث أشار د/عبدالعزيز مرزوق إلى استخدام الخميسة كعنصر زخرفى ، على باب الشريعة فى قصر الحمراء ،وقد انتشرت الفكرة بين أهل غرناطة ، حيث ازدانت به أبواب منازلهم ، ونقشوها على سروج الخيول ، والفخار ، والخشب والجلد ، والذهب .
أيضا من الزخارف التى ظهرت شبكة المعينات ، حيث تعد شبكة المعينات من أهم العناصر الزخرفية
التى برع فنانو الغرب الإسلامى فى تنفيذها سواء على واجهات العمائر أوالتحف
التطبيقية المختلفة ، وعلى الرغم من اختلاف الآراء فى الأصل الزخرفى لهذه الزخرفة
إلا أنها تتفق جميعاً فى الموطن الأول الذى ظهرت به وهو الأندلس ، وقد اتضح
أن شبكة المعينات زخرفة هندسية مغربية الأصل قامت على أساس عقيدة بربرية
وجدت بالمغرب قبل ظهورها بالأندلس .