recent
موضوعات

تطور زخرفة الصليب فى الفنون المسيحية


تطور زخرفة الصليب :


يذهب البعض إلى أنّ الصليب بشكله المألوف  ذو الأربعة أضلاع ظهر فى الفن المصرى القديم ، يُزّين رقبة الإله إيزيس ، كما ارتدى حورس الطفل  قلادة دائرية بداخلها ما يشبه الصليب  ، والشىء نفسه بالنسبة للإله نفر – حتب  و الإله بس ، وظهر الصليب فى بداية القرون الأولى  متأثراً بعلامة عنخ المصرية القديمة  .   

وشاع استخدام هذه العلامة فى المعابد ، والمقابر المصرية القديمة ، أو كزخرفة للأثاث ، والحلى ، والتمائم ، وقد رمزت إلى الحياة والهواء ، وكرمز كونى مرتبط  بالآلهة ، كما عرفت كرمز للسلطة والقوة والخلود ، وارتبطت بعدد من الرموز ذات الصبغة الرمزية والسحرية ، وغيرها من الرموز التى تمنح  الحياة ، والحماية ، والرخاء ، وكل ما يتمناه  المتوفى .

ولها مدلول رمزى لدى المسيحيين ، فهى  ترمز للمسيح  فى حياته وصلبه ، وقد عثر على هذه العلامة فى جبانة البجوات التى تعود إلى القرن الرابع الميلادى ، كما وجدت على العديد من القطع الحجرية فى كثير من المواقع الأثرية المسيحية وخرجت منها أشكال كثيرة فى حجرة الخروج بالبجوات ، واستمر مستخدماً فى الفن المسيحى حتى منتصف القرن السابع الميلادى . 
وقد تحولت علامة عنخ فى أوائل العصر المسيحى إلى صليب ذى عروة ، ثم إلى صليب النصر ، وبدأ استعمال الصليب  بكل  خوف وحذر من الرومان الوثنيين ، وهذا هو السبب فى استعمالهم  الصليب  ذى العروة ، القريب  الشبه من علامة عنخ ، ثم تحولت بعد ذلك عروة عنخ  إلى السماء الإلهية ، ثم أصبحت تحمل  صورة المسيح ، ثم رمز للمسيح بالصليب  داخل العروة ، وهذا الصليب من أبرز مميزات المصوغات القبطية فى القرنين السادس والسابع الميلاديين . 

وقد أمر الأمبراطور قسطنطين فى القرن الرابع الميلادى أن يرسم كل  شخص فى رعيته صليباً على معصمه ، ولمحبته الفائقة لصليب المسيح  رمز الغلبة والانتصار ، أمر بإقامة عدة صلبان كبيرة  فى الميادين  وساحات  الكنائس  فى مدينة  القسطنطينية .
 
وهناك أنواع للصليب عند مختلف المذاهب المسيحية ، فالصليب القبطى ، كل حرف منه له ثلاثة أجنحة،تدل على الثالوث وفى مجموعها اثنا عشر تدل على عدد التلاميذ ، وصليب على هيئة حرف تى (t) رسموه فى الغرب ، وصليب الروم الأرثوذكس والروس ، وهم يعتقدون أنّه قد أضيف للصليب قطعتان ، واحدة لربط الرأس ، وأخرى لربط الرجلين  لضبطهما  .

وصليب الأرمن ، وهو أرثوذكسى أيضاً ، ويشير إلى انتشار بركات الصليب ، وصليب  اللاتين ،وهو خاص بالقدس ، وهو مخمس للدلالة على عدد جيوش الصليبيين فى حروبهم ، فى بيت المقدس ، وهناك صليب  يدل على وجود طبيعتين فى السيد المسيح ، وهو يوافق الروم واللاتين . 
 
والصليب البيزنطى ،والصليب المورق أوالمزهر توجد بعض من نماذجه بالمتحف القبطى بالقاهرة ،وقد عُرف الصليب الذى تميز بتساوى الأذرع الأربع بالصليب اليوناني  ، وهناك صليب القديس أندراوس المرسوم على هيئة حرف اكس (x) ، حيث طلب هذا القديس أن يصلب على صليب يغاير صليب المسيح ، واستخدم هذا الصليب فى العصور الوسطى بواسطة الكنيسة  الغربية ، كما أصبح  الصليب  القومى لاسكتلندا .

وقدعُرف هذا الصليب أيضاً بالصليب العشرى لكونه يشبه رقم عشرة (10) باللغة اللاتينية ، وأيضاً يوجد صليب القديس أنطون وهوعلى هيئة حرف تى الإغريقية (T)،وتميز الصليب  اللاتينى  بأنّ ذراعه السفلية أطول من الأذرع الأخرى .
 

وكانت الصلبان المعقوفة من الموضوعات الزخرفية المهمة فى الفن الأغريقى، والرومانى ،والساسانى ، بالإضافة إلى الفن البيزنطى ، وظهرت فى زخارف قصر خربة المفجر والحير الغربى  فى العصر الإسلامي ،وانتقل إلى الفن الأموى بالأندلس ،واشتقت منه طرزعديدة ،انتقلت إلى مصر فى العصر الفاطمى فى زخارف إحدى نوافذ جامع الأزهر .
   
وقد حرص الفنان القبطى على رسم الصليب فى صور القديسين ، إمِّا فى أيديهم ، أو على ملابسهم ،أو على جانبى رءوسهم ، ويرمز الصليب للغلبة  والانتصار ، ويُعد الفنان الصليب الذى يعلوه المسيح هو علامة الانتصار العظمى .
author-img
نشأت للمعلومات التاريخية والأثرية

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent