الأحجار الكريمة ونصف الكريمة :
على الرغم من أنّ الأحجار التي اُستخدمت
بمصر القديمة فى صناعة التمائم والخرز والحلى والجعارين ، وغير ذلك من عوامل
الزينة الشخصية ، وكانت غالية ومقدرة تقديرًا عظيمًا ، فإنها تشتمل على الكثير مما
لا يُعد من الأحجار الكريمة حاليًا ، ولكنه على أكثر تقدير يُعّد من الأحجار شبه
الكريمة فى بعض الأحوال ، بل ربما لا يصل إلى هذه المنزلة .
وكان الكثير من هذه
الأحجار يُستخدم فى ترصيع وتزيين الصناديق ، وتوابيت الموتى، والأثاث ، وغير ذلك من الأشياء ، وأهم الأحجار
التي استعملت هي العقيق اليمانى والجمشت والزمرد المصرى ، والمرمر المصرى ،
والعقيق الأحمر ، والعقيق الأبيض ، والمرجان ، والفلسبار ، وحجر سيلان ، وحجر الدم
، وحجر اليشم ، والجيدايت ، واليشب ، وحجر اللازورد ،والملخيت ، والزبرجد ، الجزع
الحبشى ، واللولؤ ، الزبرجد الأصفر ، والبللور الصخرى ، والسرد ، والجزع البقرانى
، والفيروز ، وكذلك الكهرمان .
وراتنجات
أخرى بالرغم من أنها ليست أحجار كريمة إلا أنها كانت تُعّد مواد شبه كريمة ، فكانت
تُستخدم أحيانًا فى كثير من الإستخدامات التي تستخدم فيها الأحجار الكريمة ، وقد ورد ذكر الأحجار الكريمة فى النصوص المصرية
القديمة كثيرًا فيما يُختص باستخدامها فى أغراض معينة ، وتسلمها كجزية ، أوأخذها
ضمن أسلاب الحرب .
وذكر " بلينى " أن حوالى ثلاثين نوعًا مختلفًا من
الأحجار الكريمة التي كان يُحصل عليها من مصر وأثيوبيا ، ويرجع تاريخ اسنخدام
الكثير من الأحجار الكريمة إلى فترة البدارى ،وعصر ما قبل الأسرات فى حين أن بعض
الأحجارالأخرى لم يبدأ استعمالها إلا فى عصر متأخر،وجميع هذه الأحجار إلا القليل
منها من المنتجات المحلية المصرية .
الكهرمان وراتنجات أُخرى :
بالرغم من أنهم ليسوا من
الأحجار الكريمة او شبه الكريمة إلا أنهم تم استخدامهم فى صنع التمائم والحلى ،
وقد ذكر " بترى " جعرانين منقوشين وهما من الكهرمان ، الجعران الكبير
موجود فى صدرية من الأسرة الحادية والعشرين ، وجعران آخر بالمتحف البريطاني .
أما
الراتنج المشغول فقد عثر منه فى مقبرة توت عنخ آمون على خاتم مزدوج نُقشت عليه
أسماء الملك ، وجعرانان كبيران على وجه أحدهما صورة طائر منقوشة نقشًا بارزًا ،وعقد مكون من خمس وخمسين خرزة مختلفة الأحجام ، وعقد مكون من خرزات من الراتنج
واللازورد بالتبادل ، وزوج من الأقراط مصنوع من خرزات متبادلة مع الراتج والذهب ،
وحلقة للشعر ، وكعبان ومقبض لصندوق .
والراتنج المصنوع منه هذه الأشياء هش جدًا
وهو أحمر قاتم عند النظر إليه من خلال الضوء النافذ ، وأسود تقريبًا فى الضوء
المعكوس ، وهو سريع الذوبان فى كثير من المذيبات العضوية العادية مثل الكحول
والأسيتون .
حجر اللازورد :
اللازورد حجر
معتم ذو لون أزرق قاتم به عادة نقط أو رقع
أو عروق بيضاء من كلسيت ،وأحيانًا تكون به حبيبات دقيقة صفراء براقة تشابه دقائق
الذهب ، ويتركب اللازورد كيميائيًا من سليكات الألومنيوم وسليكات الصوديوم مع
كبريتوز الصوديوم،وذكر الإدريسى منجم
لازورد يقع بالقرب من الواحات الخارجة .
وكان اللازورد يُستعمل فى مصر القديمة منذ
عصور ما قبل الأسرات فما بعد ذلك فى صناعة الخرز والتمائم واجعارين وغيرها من
القطع الصغيرة ، وكان يُستخدم على نطاق واسع فى ترصيع الحلى فى عصرى الدولة الوسطى
والحديثة ، وكثيرًا ما ورد فى النصوص المصرية القديمة ذكر استعمال اللازورد .
وقد
ذكر فى عهد الأسرة الثامنة عشر أنّ اللازورد كان يتم الحصول عليه من بلاد آشور ،
وإيسى ، ورتنو ، وشينار ، وسوريا ن وجاهى ، وفى عهد الأسرة التاسعة عشر ذكر أنّه
كان يتم الحصول عليه من أرض الإله وما بين النهرين وكلها تقع فى غرب أسيا .
الملاخيت :
الملاخيت خام النحاس ذو لون أخضر جميل ، ويتركب الملاخيت كيميائيًا من
كربونات النحاس القاعدية ، ويكثر وجود الملاخيت فى المقابر المصرية القديمة من جميع
العصور من فترة البدارى وعصر ما قبل الأسرات إلى عهد الأسرة التاسعة عشر، وقد وجد
على هيئة مسحوق معد للإستعمال فى أغراض الكحل أو كتل المادة الخام .
وكان المسحوق
يُصنع منها أو اللطخ التي توجد على الألواح والأحجار التي يسحن عليها ، ولم يُكشف
فى الواقع من الملا خيت أشياء مشغولة أو رصائع فى الحلى إلا النادر جدًا، أما
الحالات القليلة التي استعمل فيها الملاخيت فهى بضع خرزات كبيرة بدائية الصنع من
عصر ما قبل الأسرات تم العثور عليها فى جرجا وهى محفوظة بالمتحف المصرى بالقاهرة .
وبضع خرزات من العصر نفسه ، وعقرب صغير من
العصر العتيق ، وقطعتان من الأسرة الأولى نحتتا للزينة ، وبضع خرزات صغيرة جدًا
مكسورة ومشغولة من الأسرة الثامنة عشر وجدت فى مقبرة توت عنخ آمون ، وتميمة صغيرة
على شكل حيوان من الأسرة التاسعة عشر وجعران ولوحتان بيضاويتان بالمتحف المصرى
بالقاهرة ، ويوجد الملاخيت فى سيناء وفى صحراء مصر الشرقية .
اللولؤ :
اللآلىء هي متحجرات جيرية ذات بريق مميز تنتجها رخويات مختلفة وعلى الأخص نوعا
المحار المسميان " pearl – oyster " و " pearl- mussel " ويوجد أولهما فى مصر
على ساحل البحر الأحمر،وقد استعمل اللولؤ فى مصر منذ عصور ما قبل الأسرات فيما
عدا حالة واحدة فقط وهى اللآلىء الموجودة فى عقد الملكة " آخ – حتب "
والدة الملك أحمس أول ملوك الأسرة الثامنة عشر وليست هذه من اللولؤ الحر .
الزبرجد ،والزبرجد الأصفر :
الزبرجد سليكات مزدوجة من المغنسيوم والحديد ، ويكون شفافًا
أو شبه شفاف ولونه عادة أخضر شاحب ، وقد اُستخدم الزبرجد بمصر فى صنع الخرز منذ
عصور ما قبل الأسرات ، والزبرجد الأصفر هو حجر شفاف ذو لون أخضر شاحب ما هو إلا صورة الزبرجد الدرية ،ويوجد هذا
الحجر فى جزيرة القديس يوحنا فى البحر الأحمر وهو حجر ذو بريق ذهبى ويوجد مثل له عبارة عن جعران من عصر الأسرة
الثامنة عشر .
الكوارتز والصخر البللورى :
الكوارتز عديم اللون شفاف ولكنه قد يكون
شبه شفاف او معتم ، ويصطبغ الكوارتز أحيانًا بلون يتراوح بين الأسمر الفاتح وما
يقرب من الأسود ويسمى كوارتز مدخنًا ، وقد وجد هذا النوع فى الصحراء الشرقية ، وقد
يكون الكوارتز مرقعًا برقع من لون الجمشت ويسمى كوارتز جمشتى ويوجد شمال غربى أبى
سنبل .
ويوجد الكوارتز بكثرة فى الصحراء الشرقية ،
وعند أسوان كعروق فى الصخور النارية ،
وتوجد بللورات الكوارتز " البللور الصخرى " فى المنطقة الممتدة من
الفيوم إلى الواحات البحرية فى تجاويف عقد الحجر الجيرى ، كما توجد حصباءه المشتقة
من مثل هذا العقد فى سيناء .
وقد اُستخدم البللور الصخرى على نطاق ضيق فى مصر
القديمة منذ عصور ما قبل الأسرات وما بعدها فكان يُشكّل منه الخرز والأشياء الأخرى
مثل الأوانى الصغيرة وقرنيات الأعين فى التماثيل وعلى التوابيت ، وكان يُستخدم فى
عهد الأسرة الثامنة عشر للترصيع فيوضع فى ملاط أحمر تقليدًا للعقيق الأحمر .
ووجد
فى مقبرة توت عنخ آمون خنجر من حديد زين نصابه بمقبض دقيق الصنع من البللور
الصخرى ، وكان الكوارتز الجمشتى يُستخدم
أحيانًا فى أول عصر الأسرات فى صناعة الأوانى الصغيرة ، وفى المتحف المصرى عدد من
الأدوات الكبيرة التي وجدت فى أسوان ، وخمس عشرة أداة صغيرة مصنوعة من الكوارتز
المعتم .
وكذلك عدد من الأدوات الصغيرة المثلثة الشكل ، واداة مكسورة ذات حواف
مشرشرة مصنوعة من البللور الصخرى الصافى وجميعها من العصر القديم ،وجميع أنواع
الكوارتز أصلد من الزجاج كثيرًا وهى تخدشه بسهولة وهى أيضًا أصلد من الفولاذ ولا
يؤثر فيها المبرد .
الفيروز :
يتركب الفيروز من فوسفات الألومنيوم المائية ملونة
بكمية صغيرة من أحد مركبات النحاس ،ويوجد
كتلًا معتمة بعروق فى الصخر الأصلى ، ولون الفيروز المثالى أزرق سماوى لطيف ، ولكن
الكثيرمن أحجاره ذو لون أزرق ضارب إلى الخضرة ، كما أن منها ما لونه أخضر .
وكان
مصدر الفيروز فى مصر القديم وادى مغارة وسرابيت الخادم فى سيناء ، ويوجد عبارة عن
عروق فى الصخر من نوع الحجر الجيرى ، وعُرف الفيروز فى مصر واستعمل بها منذ العصر
النيوليثى ، وفترة البدارى ، وعصور ماقبل الأسرات ، وقد عُثر على عدة أساور من
الفيروز بأبيدوس - محافظة سوهاج من الأسرة
الأولى .
واستخدم الفيروز فى ترصيع عدد من الخلاخيل تم العثور عليها فى مقبرة
الملكة " حتب حرس " من الأسرة الرابعة بالجيزة ، كما يوجد الفيروز بكثرة
فى الحلى التي وجدت فى دهشور من الأسرة الثانية عشر ، كما يوجد بقدر صغير فى بعض
المجوهرات التي عُثر عليها بمقبرة توت عنخ آمون وهى جعران ذي لون أزرق بديع وترصيع
على صدريتين لونه أزرق ضارب إلى الخضرة .
المراجع العربية :
- ثروت عكاشة : الفن المصرى القديم ، القاهرة 1975 م
- داليا ميلاد فرج :
دراسة لأدوات الزينة القبطية في مصر والتأثيرات الرومانية والبيزنطية ، رسالة
ماجستير ، جامعة حلوان ، 2008م
- سيد كريم : المرأة
المصرية في عهد الفراعنة ، القاهرة ، 1994م
- سمير أديب : موسوعة
الحضارة المصرية القديمة ، القاهرة ،
2000م
- عبد الحليم نور
الدين : الذهب والفضة فى مصر القديمة ،
الموسم الثقافي الأثرى الثالث ، مكتبة الإسكندرية
المراجع المعربة :
- أدولف ارمان : مصر
والحياة المصرية في العصور القديمة ، القاهرة ، 1993م
- ألفريد لوكاس : المواد والصناعات عند قدماء
المصريين ، القاهرة 1945م
- جورج بوزنر :معجم الحضارة المصرية القديمة ،
القاهرة ، 1996م
- دومنيك فالبيل :
الناس والحياة في مصر القديمة ،القاهرة
، 2001 م
- و.م . فلندرز بترى :
الحياة الاجتماعية في مصر القديمة ، القاهرة ، 1975م
المراجع الأجنبية :
W. M . Flinders , petrie., the arts and crafts of ancient egypt,london
,1910
Jean ,Capart.,egyptian art .introductory studies, 1920
G.Maspero., the art in egypt, new york,vol.1 , vol.2, 1921
Georges
.Perrot,Charles.Chipiez., A history
of art in ancient egypt , in two
volums , 1883