recent
موضوعات

التقويم فى المسيحية

التقويم الميلادى 

من المعروف  أنّه كان يوجد تقويم يسمى تقويم العبرانيين الذى حسب من أول آدم ، وتقويم الإسكندر الأكبر الذى حسب منذ نشأة مدينة الإسكندرية ، وتقويم الإمبراطورية الرومانية منذ نشأة مدينة رومية ، ثم ظهر عالم يسمى  " ديونيسيوس السكيثى "  الذى رأى أن يربط  المسيحيين  بحدث مهم  وهو ميلاد المسيح . 

 وبعد دراسة الأمر تبين أنّ ميلاد المسيح مرت عليه (532 سنة) ، ومنذ ذلك الحين اتخذ الأباطرة هذا الحساب رسميا فى الدولة البيزنطية ، وساد فى العالم فى كل مكان ، وسمى بالتقويم الميلادى على أساس أنّ المسيح  ولد سنة (1) ميلادية  .

 إلا أنّه اُكتشف أنّ ديونيسيوس أخطأ فى حسابه ، لأنهم وجدوا " هيرودوس الكبير " مات قبل سنة 1 ميلادية ، والمسيح  ولد قبل موت هيرودوس ، ورغم ذلك لم يصححوا الخطأ ، لأن العالم كله كان يؤرخ بهذا التاريخ ، منذ القرن السادس الميلادى ، وقد اتفق العلماء على أنّ هيرودوس الكبير الذى ولد فى أيامه المسيح مات فى سنة 750 من تأسيس  رومية  الموافق سنة (4) قبل الميلاد .

 التقويم القبطى " الشهداء "

حدد المصريون المسيحيون بدء تاريخهم بيوم 29 أغسطس سنة (284 م)، الذى استشهد فيه الكثير منهم ، وذلك بالتقويم نفسه الذى استخدم فى مصر، قبل ذلك التاريخ ، وتسمى هذه الحلقة من التقويم المصرى بالتقويم القبطى ، ويطلق عليه تقويم الشهداء ، وهو يتبع الحساب اليوليانى ، ولهذا نجد أنّ الخطأ المتراكم بين الحساب اليوليانى والحساب الجريجورى قد بلغ 13 يوماً فى التقويم القبطى .

 التقويم الأبقطى 

حساب الأبقطى معناه الحرفى الباقى ، لأن هذا الحساب يشتمل على استعمال الباقى بعد عمليات حسابية متعددة ، وقد نشأت فكرة استخدام طول متوسط الشهر القمرى لحساب ظهور القمر الجديد ، وأوجهه لمئات من السنين ، بُنى حساب التقويم القبطى القمرى على قاعدة وضعها الفلكى  " ميتون "  فى القرن الخامس قبل الميلاد ، وهى أنّ كل 19 سنة شمسية تعادل 235 شهراً قمرياً كاملاً بغير كسور .

واستخدم الأقباط هذه القاعدة منذ القرن الثانى الميلادى ، وقد وضع قواعدها البطريرك السكندرى البابا  " ديمتريوس الكّرام " وهو البطريرك الثانى عشر ، ساعده  فى وضعها الفلكى المصرى " بطليموس " .

وقد أخذ الغربيون حساب الأبقطى وطبقوه على التقويم  الرومانى اليوليانى ،  فاتفقت الأعياد المسيحية عند جميع المسيحيين ، كما كان يحددها التقويم القبطى حتى سنة (1582م) ، حين ضبط الغربيون تقويمهم بالتعديل الجريجورى والأبقطى هى حلقة تطور فى كتابة الأرقام من اللغة المصرية " الديموطيقية " إلى اللغة القبطية .

 فلم تكن الأرقام اليونانية كثيرة الشيوع بين الأقباط ، إلا فى المكاتبات الرسمية ،  فقد شاعت بينهم رموز أخرى للأرقام، أطلقوا عليها اسم الأرقام الأبقطية، حيث أخذوا هذا الاسم من الفرنجة الذين عرفوه باسم (Epact) .

وقد استخدمت هذه الرموز الأبقطية فى معظم ما يتعلق بالحساب القبطى،  ونجد مثلاً لذلك فى مخطوط بمكتبة المتحف القبطى (رقم 114) بعنوان " اتفاق البشيرين "، حيث استخدمت الأرقام الأبقطية فى الجداول الواردة فى هذا المخطوط  فى تسع عشرة ورقة ، كما كتب بها أرقام آيات الأناجيل على الهوامش.

 وفى ترقيم صفحات معظم المخطوطات العربية التى نسخها الأقباط فى مصر، وفى مكتبة المتحف القبطى أمثلة منها (رقم 19) ليتورجية ، وقد ظهر أيضاً الحساب الأبقطى في الكثير من الأيقونات . 
author-img
نشأت للمعلومات التاريخية والأثرية

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent