العقيق الأحمر :
وهو
عبارة عن عقيق أبيض شبه شفاف ملون باللون الأحمر وترجع حمرته إلى وجود نسبة صغيرة من أُكسيد الحديد ، ويوجد هذا النوع
من الحجر فى الصحراء الشرقية بمصر على شكل حصباء ، كما يوجد بالصحراء الغربية ،
واستعمل بكثرة منذ ما قبل الأسرات واستمر استخدامه بعد ذلك .
حيث صُنع منه الخرزوالتمائم فى أول الأمر،ثم استخدم بعد ذلك فى ترصيع المصوغات والأثاث
والتوابيت، وفى صناعة الخواتم ، ويوجد
بالمتحف المصرى جعران صغير من العقيق الأحمر من الأسرة الثامنة عشر مزخرف بالحفر،كما تم العثورعلى بضع خرزات من العقيق الأحمر المزجج يرجع تاريخها إلى عصر ما قبل
الأسرات .
ويوجد عقيق أحمر صناعى من حجر
الكوارتز شبه الشفاف مركبًا على ملاط أحمر ، تم استخدامه كثيرًا فى الأسرة الثامنة
عشر مثال ذلك ما يوجد من هذه المادة على التابوت الذى يُنسب إلى " سمنخ كارع
" ، كما توجد على مجموعة من القطع التي وجدت فى مقبرة توت عنخ آمون بما فى
ذلك القناع والتوابيت المصغرة الأربعة الخاصة بالأحشاء، والتابوت الذهبى الكبير .
والسرد هو الاسم الذى يُطلق على ضروب من العقيق الأحمر القاتم اللون حتى يكاد بعضها
يكون اسود ، وكان السرد يُستخدم على نطاق ضيق منذ عصر ما قبل الأسرات ثم استمر بعد
ذلك .
العقيق الأبيض :
هو صورة من صور السليكا وهو شبه شفاف ذو مظهر شمعى ، فإذا
كان نقيًا فلونه أبيض أو ضارب إلى الشهبة تشوبه زرقة خفيفة ، ويوجد العقيق الأبيض
فى مصر بالقرب من وادى الصاغة ، وفى وادى أبو جريد بالصحراء الشرقية، وفى الواحات
البحرية بالصحراء الغربية ، وعلى بعد حوالى 40 ميلًا شمال غربى أبو سمبل ، وفى
إقليم الفيوم ، وسيناء ، وكان يُستخدم بمصر القديمة أحيانًا فى صنع الخرز
والميداليات والجعارين ، ويرجع بدء تاريخ استخدامه إلى عصور ما قبل الأسرات ، وظل
مستعملًا حتى العصر الرومانى .
العقيق اليمانى والجزع الحبشى والجزع البقرانى :
كلها من العقيق الأبيض ، وهى وثيقة الصلة بعضها ببعض
ويُعبّر عنها بالعقيق اليمانى ، وتتألف من السليكا وتختلف بعضها عن بعض فى لون
الخطوط ، حيث نلاحظ أنّ خطوط العقيق اليمانى تكون فى الغالب غير منتظمة ، ورديئة
التحديد ، ويكون لونها أبيض وبنى مع زرقة خفيفة أحيانًا .
أما خطوط الجزع الحبشى
والحبشى البقرانى فهى فى الغالب مستقيمة ومنتظمة والنوع الأول وهو الجزع الحبشى
لونه فى بياض اللبن يتناوب مع السواد، والثانى وهو الحبشى البقرانى فيكون البياض
يتناوب مع سمرة ضاربة إلى الأحمرار أو مع حمرة ، ويوجد العقيق اليمانى فى مصر
بكثرة ويكون فى شكل حصباء .
وقد وجدت منه كميات صغيرة مقترنة باليشب والعقيق
الأبيض فى صخرة حاجزة عند رأس وادى أبو جريدة بالصحراء الشرقية ، وقد أشار "
بلينى " إلى عقيق يمانى مصري من طيبة ، وذكر أنّه خال من العروق الحمراء
والبيضاء ، وأنّه ترياق لسم العقرب ، ووجدت حصباء العقيق فى مقابر ما قبل الأسرات
، والخرز المصنوع فى ذلك العصر من العقيق اليمانى ، ومن الجزع الحبشى .
أما أقدم
تاريخ لاستعمال الجزع البقرانى فيرجع إلى الأسرة الثانية والعشرين ، ويوجد أقراص
ذات لون أبيض ، وأحمر ، وبنى ، عثر عليها
فى معبد الملك مرنبتاح بمنف ، ويرجع
تاريخه إلى الأسرة التاسعة عشر ، والاستعمال الرئيس لهذه الأحجار الثلاثة كان فى
الحلى .
الكورال :
يتكون المرجان من هياكل صلبة لأحياء
بحرية ، وقد يكون لونه أبيض أو أحمر فى فروق طفيفة أو أسود ، حيث لم يُسجل أي
استعمال لنوعه الأسود فى العصور القديمة ، أما المرجان الأبيض العادى فقد استعمل
فى مصر القديمة ، الأولى من عهد الأسرة التاسعة عشر بمدينة غراب .
والثانية من
القرن السابع إلى السادس قبل الميلاد بتل
دِفنة حيث وجدت فى هذا الموقع كمية كبيرة من المرجان الأبيض على صورة شعب طبيعية ،
وهناك نوعان من المرجان الأحمر، أحدهما النوع المتشعب المصمت المشهور الذى
يُستعمل فى العصر الحاضر فى صناعة الحلى وخاصة العقود .
والآخر هو المرجان المزمارى
أو الأرغنى وهو أقل شيوعًا وهو على صورة أنابيب مجوفة ، ويتم الحصول على النوع
الأول وهو المرجان الكريم من غربى البحر الأبيض المتوسط ، وقد كان من السلع
التجارية المهمة فى العصور الرومانية .
ويرجع تاريخ جميع العينات المعروفة منه فى
مصر القديمة إلى عصر متأخر يمتد من عصر البطالمة إلى الفترة القبطية ، وتتكون هذه
العينات من تمائم وخرز أو قطع مشعبة صغيرة كانت تثقب لتعليقها حول العنق .
ويوجد
الكثير من خرز هذا النوع من المرجان فى مقابر العصر المتأخر فى " قسطل " بالقرب من أبى سنبل ببلاد
النوبة ،ويوجد المرجان المزمارى على شواطئ البحر الأحمر ، وطور سيناء ،وبالمتحف
الجيولوجى بالقاهرة توجد عينة منه .
وكان هذا النوع معروفًا فى العصور القديمة حيث
وجدت خرزات منه يرجع تاريخها إلى فترة البدارى وعصر ما قبل الأسرات الأول ، كما
وجد فى مقبرة نوبية من عصر الدولة القديمة وفى منزل بالعمارنة من عهد الأسرة
الثامنة عشر .
الفلسبار الأخضر :
وهو ما يُعرف باسم حجر الأمازون ، وهو حجر
معتم ذو لون أخضر شاحب غير متسق ، ويتركب
من سليكات الألومنيوم والبوتاسيوم المزدوجة ، حيث تم العثور على بلورات صغيرة منه
فى الصحراء الشرقية ، كما عُثر على عرق عريض من الفلسبار الأزرق الضارب إلى الخضرة
، كما عُثر على كتل كبيرة منه أيضًا .
وكان الفلسبار الأخضر يُستخدم على نطاق ضيق
منذ العصر النيوليثى ، وفى صناعة الخرز ، واستعمل كثيرًا فى عهد الأسرة الثانية
عشر فى حلى دهشور ، وحلى اللاهون ، كما استخدم فى صناعة التمائم والرصائع مثل القطع التي تم العثور عليها فى مقبرة توت
عنخ آمون .
وكان الفلسبار الأخضر كثيرًا ما يختلط بالأحجار الخضراء الأخرى فيسمى
أحيانًا " زمرد " مع أنه لا
علاقة له على الإطلاق بالزمرد أو الزمرد المصرى
، ولا يندر أن يكون لهذا الحجر لون ضارب إلى الزرقة ، بل قد يكون أحيانًا
أزرق تمامًا .
اليشب :
هو نوع غير نقى معتم مدمج من السليكا ، وقد
يكون أحمر أو أخضر أو بنى أو أسود أو أصفر بالتلون بمركبات الحديد ، واليشب الأحمر
هو النوع الذى كان مستعملًا بصفة خاصة فى مصر القديمة ، وكان اليشب الأحمر يُستخدم
فى صنع الخرز والتمائم وبعض الأغراض الأخرى .
ويرجع استخدام هذا الحجر إلى عصر ما قبل الأسرات ، وقد عُثر على تميمة وخرزة من اليشب الأخضر من فترة البدارى وخرز من
عهد الأسرة الرابعة ، وجعارين من عصر الدولة الوسطى ، ويرجع تاريخ استعمال اليشب
البنى والأسود إلى عصر الدولة الوسطى .
وتوجد عدة جعارين من ذلك العصر مصنوعة من
هذين النوعين ، أما اليشب الأصفر فلم يُستخدم قبل عصر الأسرة الثامنة عشر ، وأفضل
مثال لاستعماله القطعة المكسورة المشهورة التي تمثل رأس نفرتيتى أو وجهها ، وبالمتحف المصرى يوجد جزء من يد مصنوعة من اليشب
الأصفر تم العثور عليها فى مدينة هابو.
وتشتهر أنواع اليشب المصرى على المستوى
العالمى ، ومعروضة فى مجموعات معدنية فى
لندن وفيينا وبراغ ، ويوجد اليشب الأحمر فى عدة جهات بالصحراء الشرقية كعروق فى
بعض الصخور ، ويوجد اليشب البنى بكثرة على شكل حصباء ، وتوجد بالمتحف المصرى لوحة
صغيرة من اليشب الأخضر والأصفر منقوش عليها رأس الإلهة حتحور بالحفر البارز ومن
المرجح أن هذه اللوحة ترجع إلى العصر الصاوى .
المراجع العربية :
- ثروت عكاشة : الفن المصرى القديم ، القاهرة 1975 م
- داليا ميلاد فرج :
دراسة لأدوات الزينة القبطية في مصر والتأثيرات الرومانية والبيزنطية ، رسالة
ماجستير ، جامعة حلوان ، 2008م
- سيد كريم : المرأة
المصرية في عهد الفراعنة ، القاهرة ، 1994م
- سمير أديب : موسوعة
الحضارة المصرية القديمة ، القاهرة ،
2000م
- عبد الحليم نور
الدين : الذهب والفضة فى مصر القديمة ،
الموسم الثقافي الأثرى الثالث ، مكتبة الإسكندرية
المراجع المعربة :
- أدولف ارمان : مصر
والحياة المصرية في العصور القديمة ، القاهرة ، 1993م
- ألفريد لوكاس : المواد والصناعات عند قدماء
المصريين ، القاهرة 1945م
- جورج بوزنر :معجم الحضارة المصرية القديمة ،
القاهرة ، 1996م
- دومنيك فالبيل :
الناس والحياة في مصر القديمة ،القاهرة
، 2001 م
- و.م . فلندرز بترى :
الحياة الاجتماعية في مصر القديمة ، القاهرة ، 1975م
المراجع الأجنبية :
W. M . Flinders , petrie., the arts and crafts of ancient egypt,london
,1910
Jean ,Capart.,egyptian art .introductory studies, 1920
G.Maspero., the art in egypt, new york,vol.1 , vol.2, 1921
Georges
.Perrot,Charles.Chipiez., A history
of art in ancient egypt , in two
volums , 1883